أكد أحد الرعاة أن ناقته أثارت عاطفة الجميع، حين رأت صغيرها مسجى على الرمال بلا حراك بينما امتلأت عيناها بالدموع، وأخذت تتشمم جثمانه، وتنصرف عنه بضع خطوات ثم سرعان ما تعود اليه مجددا، كأنها لا تصدق أنه فارقها إلى الأبد. ووفقاً ل”الراي” الكويتية فقد فاضت الاحزان بقلب الناقة التي فقدت صغيرها الذي نفق بعد فترة غير طويلة من ولادته، ورفعت راية الحداد في بر الصبية، وشرعت تمارس طقوسا جنائزية اثارت دهشة متابعيها، وذوبت الفاصل «المفترض» بين عالمي الانسان والحيوان!! راعي الناقة «الثكلى»، الذي يحمل خبرة عريضة في عالم الابل، قال إنه ظل يراقب ناقته في ذهابها وايابها اسبوعا كاملا، بعد نفوق وليدها، بعد ان احزنت قلبه «أمومتها» المفرطة! وتابع: «تمادت الناقة في طقوسها الحدادية، فأحجمت عن تناول الطعام حتى كتابة هذه السطور، حيث لا تزال تجتاحها عاصفة من اليأس والعزلة، شبهها اصحاب الخبرة في طباع الابل بالاعراض الاكتئابية التي تغمر البشر عند رحيل حبيب او عزيز». واضاف: «اوشكت الدموع ان تنفرط من عينيّ، عندما رأيت الناقة المفجوعة، تدور حول نفسها، وتصدر نحيبا بعث القشعريرة في نفوس جميع من رأوها، إلى حد انهم شاركوها حزنها العميق ولوعتها بالفقد!».