كلامنا هنا عن كتب البشر؛ أما القرآن فهو متعالٍ رباني، و قد وصف نفسه ذلك (الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين). و حسب التاريخ فقد كتب عباقرة ما يُخلِّد ذكرهم فعلاً. من هذه الكتب (المقدمة) لابن خلدون التونسي وهي في علم الاجتماع. والكتب الخمسة لكونفوشيوس الصيني في الحكمة والفلسفة، ويبقى كتاب (الجمهورية) لأفلاطون الإغريقي رائعاً في علم الاجتماع السياسي. أما (أصول الهندسة) لإقليدس المصري فهو في علم الرياضيات، حتى حطمته رياضيات آينشتاين وريمان ولوباتشفسكي الروسي، ومن التاريخ يلمع كتاب (القانون) لابن سينا الفارسي في الطب، وبالطبع فقد تجاوزه الطب الحديث، وأما في السياسة فيُنصح بقراءة كتاب (الأمير) لمكيافيللي الإيطالي، وكذلك كتاب (القوة) لروبرت جرين. وأما في الفلسفة فينفع كتاب (المقال على المنهج) لرينيه ديكارت الفرنسي في التأسيس العقلي المنهجي، ولا ننسى كتاب (المبادئ الرياضية) لفلسفة الطبيعة لإسحاق نيوتن البريطاني في الرياضيات والطبيعة، وفي التشريع ينفع كتاب (روح القوانين) لمونتسكيو الفرنسي في القانون، وكتاب (ثروة الأمم) لآدم سميث البريطاني كان ثورة في الاقتصاد، وأما كتاب (أصل الأنواع) لتشارلز دارون البريطاني فكان زلزالاً في علم الأنثروبولوجيا والبيولوجيا، أما كتاب (رأس المال) لكارل ماركس الألماني في الاقتصاد الاجتماعي فكان تحولاً في الدول والسياسة ومصائر البشر. وفي الفيزياء كانت النظرية النسبية لآينشتاين الألماني تحولاً في فهم الكون والطاقة وقاد إلى تفجير الذرة. هذه الكتب جديرة بالقراءة والاطلاع من مصادرها، من دون التوقف عند من كتب عنها، فهذه نصيحة أولى. ويجب أن تقرأ أكثر من مرة، على قاعدة أن الكتاب الجيد يُقرأ عدة مرات بفترات متباعدة، فهو خير من قراءة عديد من الكتب الرخيصة، فهذه قاعدة ثانية. وأما الثالثة فهي الاجتماع على قراءة هذه الكتب، ومناقشتها من أجل تجاوزها، واكتشاف محدوديتها، وليس عبادتها وعدم القدرة على نقدها. والنسبية بدأت بالتشقق حالياً، وقد استطاع العالم الفيزيائي الألماني نيمتس أن يثبت أن هناك ما هو أسرع من الضوء بخمس مرات، وهذا يعني هدم عمود خيمة آينشتاين؛ فنظريته تقول بنسبية كل شيء، وأنه إذا كانت ثمة حقيقة واحدة ثابتة فهي ثبات سرعة الضوء!!