أعادت القيادة العليا في الجيش السوري الحر هيكلة مكاتبها وهيئاتها وإداراتها أمس الأول في اجتماع ضم كبار الضباط بقيادة العقيد رياض الأسعد، وقال المكتب الإعلامي الموحَّد للجيش الحر إن هذه الهيكلة أتت بالتزامن مع مستجدات ما جرى ويجري في القصير والغوطة الشرقية، وأكد البيان الذي وصل «الشرق» نسخة منه عدم تبعية الجيش الحر لأي تيار حزبي أو سياسي. وأوضح عضو القيادة العليا للجيش السوري الحر العميد عدنان الأحمد ل «الشرق»: أنه تم تشكيل قيادة عليا جديدة للجيش الحر تتألف من 11 ضابطاً برتبة عميد بقيادة العقيد رياض الأسعد، من ضمنهم ضباط من قوى الأمن الداخلي، كما تم تشكيل 12 إدارة وهيئة للقوات المسلحة بقيادة ضباط برتبة عميد، وأشار إلى أن هذه الإدارات والهيئات من ألوية وكتائب موجودة على الأرض، ويتم الآن تشكيل لواء مشاة من العسكريين فقط، وأكد أن عدداً من التشكيلات العسكرية أعلن استعدادهم الانضواء تحت قيادة الجيش الحر، وأضاف أن قوات الجيش الحر موجودة على جميع الأراضي السورية. وقال الأحمد إن قيادة العمليات العسكرية ستكون من داخل الأراضي السورية، وستكون هناك غرف عمليات عسكرية في المحافظات السورية، وسيكون في جميع التشكيلات العسكرية ضباط للقيادة والتخطيط وإدارة العمليات العسكرية في مواجهة قوات الأسد وحزب الله. وأضاف نحن لا نقاتل قوات الأسد بل بتنا نقاتل مليشيات حزب الله، وقوات الحرس الثوري الإيراني بالإضافة للمليشيات العراقية، وأصبح مطلوب من الجيش الحر مواجهة معركة مصيرية تقودها قوات احتلال استعان بها الأسد بعد انهيار قواته وعجزها عن مواجهة قوى الثورة، واعتبر الأحمد أن السوريين اليوم يواجهون إيرانوروسيا وقوى إقليمية تشارك بشكل سافر في غزو سوريا وانتهاك سيادتها. وقال إن ما حدث في القصير وما يحدث في الغوطة الشرقية هو جرس الإنذار لقوى الثورة السياسية والعسكرية، خاصة مع ما يتسرب عن حشد النظام وحزب الله لمعركة حلب، وأكد أنه لن يتكرر ما جرى في معركة القصير، التي كان ينقصها التخطيط والتكتيك العسكري، لإضافة للدعم اللوجستي، الذي لم يتوفر إلا بحدوده الدنيا مع أطباق الحصار عليها من قبل قوات الأسد وحزب الله. وانتقد الأحمد أداء القيادة العامة لهيئة الأركان بقيادة العميد سليم إدريس معتبراً أنها اكتفت بالتصريحات الإعلامية ولم تقدم شيئاً للمقاتلين على الأرض. كما انتقد الأحمد أداء السياسيين معتبراً أن تفكك الجسم السياسي أدى لتفكك الجسم العسكري وتساءل لماذا تم تهميش الضباط والجيش الحر ويتم تقديم الدعم على أساس الولاءات لأجندات حزبية خاصة، رافضاً أن يكون الجيش الحر أداة لتنفيذ أجندات لأي طرف سياسي داخل وخارج الائتلاف والمجلس الوطني ومشدداً على أن الولاء المطلق للوطن والثورة، ورفض استبعاد العسكريين الذي انشقوا عن جيش النظام تحت أي حجة. وطالب قوى الثورة والمعارضة السورية والائتلاف الوطني السوري بشكل خاص أن يكون المظلة السياسية للجيش الحر، وألاَّ يفرض على الجيش الحر أي اجندات سياسية، نتجية الضغوط الاقليمية والدولية. كما ناشد جميع القوى الثورية العسكرية في الداخل السوري العمل على توحيد صفوفها والعمل ضمن إطار الجيش الحر لمواجهة التطورات والمستجدات، بعد دخول القوات الأجنبية بشكل علني وسافر لدعم الأسد، وأضاف إنه لولا المظلة السياسية التي شكلتها روسيا للنظام الأسد ودخول إيران كطرف مباشر إلى جانب النظام لما استطاع الأسد الصمود إلى الآن، مشدداً أن معركة سوريا اليوم هي معركة العرب في مواجهة التمدد الفارسي في المنطقة العربية.