زاد أمل وتطلع طلاب كليات المجتمع في منحهم المكافأة الجامعية، أسوة بزملائهم طلاب التعليم العالي وطلاب كليات التقنية، وخاصة بعد توصية مجلس الشورى الأخير بمنحهم المكافأة، وبعد بشائر الخير في ميزانية هذا العام، فعددهم محدود، وحاجتهم ليست أقل من حاجة غيرهم، وبخاصة مع غلاء المعيشة، وكثرة المراجع وغلاء أسعارها، ولاسيما أن أكثر المراجع التي يشتريها طلاب كليات المجتمع في تخصصات اللغة الإنجليزية، والحاسب الآلي، والمحاسبة وإدارة الأعمال، وهي مراجع تكون أسعارها في الغالب باهظة بالنسبة لهم. ولو نظرنا نظرة اقتصادية في حجم مكافأة طلاب كليات المجتمع، وحجم الهدر الاقتصادي في تسرب كثير من هؤلاء الطلاب بعد دراستهم لفصل أو فصلين؛ لوجدنا أن الهدر الاقتصادي أكبر بمراحل من مكافآتهم. إن هؤلاء الطلاب الذين يتسربون وينقطعون عن الدراسة يصبحون عاطلين وعالة على المجتمع، ويزيدون في طوابير الباحثين عن مكافأة أو حافز، فهلّا صُرفت لهم هذه المكافأة وهم يدرسون، ومن ثم يتخرجون بشهادات تؤهلهم لسوق العمل؟ * وكيل كلية المجتمع في جامعة سلمان بن عبدالعزيز.