بسم الله والحمد لله وبعد ، أقدم بين يدي هذا النداء حمداً لله على سلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعودته لأبنائه وشعبه سالماً غانماً معافا ، فلله الحمد والمنة . وحمدًا له سبحانه على دحر دعاة الفتنة والتخريب وظهور الوحدة واللحمة والتمسك بالكتاب والسنة وطاعة ولي الأمر من كافة شرائح المجتمع بلا استثناء ، فلله الحمد والمنة . ثم أما بعد ... مولاي خادم الحرمين الشريفين سدده الله ورعاه ، فمنذ سنوات خلت أنشأت المملكة عددا من كليات المجتمع في مختلف المناطق ، لتأهيل كوادر وطنية مدربة لسد الفراغ في سوق العمل ، وتقليل نسبة البطالة بين شباب المملكة ، وهي فكرة عظيمة مطبقة في كثير من دول العالم المتقدم . إلا أنها منذ إنشائها وحتى الآن وطلابها محرومون من الحصول على المكافأة الدراسية التي يحصل عليها جميع طلاب التعليم العالي ، بما في ذلك طلاب الكليات التقنية ، وكانت هناك أصوات كثيرة تنادي بصرف هذه المكافأة لطلاب كليات المجتمع في المملكة ، لما في ذلك من تحفيز لهم على الإقبال على تلك الكليات ، ومحافظة عليهم من التسرب الدراسي ، نتيجة لضعف إمكاناتهم ، وعدم قدرتهم على تحمل متطلبات الدراسة والمراجع وما إلى ذلك . ولكن إلى الآن لم يتم إقرار صرف هذه المكافآت على الإطلاق . والآن، وبعد المكرمات العظيمة التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، تجدد الأمل لدى طلابنا في كليات المجتمع في أن يتم مساواتهم بنظرائهم في الكليات الأخرى مولاي خادم الحرمين الشريفين ، إن أبناءك طلاب كليات المجتمع في مختلف جامعات المملكة يأملون ويتطلعون إلى أن يشملهم عطفك وكرمك الذي شمل جميع أبناء شعبك ، في منحهم مكافأة أسوة بزملائهم طلاب التعليم العالي وطلاب كليات التقنية ، فعددهم محدود, وحاجة أكثرهم ملحة , وخاصة مع غلاء المعيشة , وكثرة المراجع وغلاء أسعارها، حيث إن أكثر المراجع التي يشترونها في تخصصات مثل اللغة الإنجليزية , والحاسب الآلي والمحاسبة وإدارة الأعمال أسعارها باهظة بالنسبة لهم . مولاي خادم الحرمين الشريفين إن أبناءك الطلاب يترددون على إدارات كليات المجتمع بشكل يومي وبخاصة هذه الأيام للسؤال عن المكافأة وهل ستصرف أم لا ، ومتى ، لأنه في حين قامت بعض الجامعات بصرف مكافأة تقديرية لطلاب كليات المجتمع التابعة لها ، فإن جامعات أخرى تتردد في صرفها لأن هؤلاء الطلاب ليس لهم مكافآت من الأصل ، فعلى أي أساس سيتم تقديرها لهم . ونحن لا نملك سوى أن نتعاطف معهم ، ونرفع الأمر إليكم ، والطلاب أملهم في والدهم كبير . مولاي خادم الحرمين الشريفين ، لو نظرنا نظرة اقتصادية لحجم مكافأة طلاب كليات المجتمع , وحجم الهدر الاقتصادي في التسرب من طلاب كليات المجتمع بعد دراستهم لفصل دراسي أو فصلين ؛ لوجدنا أن الهدر الاقتصادي أكبر . مولاي خادم الحرمين الشريفين ، إن الطلاب الذين يتسربون وينقطعون عن الدراسة يصبحون عاطلين عالة على المجتمع ويحتاجون لصرف مخصص شهري للعاطلين الباحثين عن العمل حسب توجيهاتكم الكريمة , فهلاَّ صرفت لهم هذه المكافأة وهم يدرسون ، ومن ثم يتخرجون بشهادات تؤهلهم لسوق العمل . مولاي، عشت ذخراً للإسلام والمسلمين ، وجعل الله ما تقدمه من خير وبر في موازين أعمالك يوم القيامة . د. سعيد بن نزال العنزي رئيس قسم الاقتصاد والعلوم الإدارية