أن تكون في حي قديم فقد تكون مميزاً، كونك تحظى بخصوصية معينة، لأنك الأقدم والأكثر معرفة والأعرق.. لكن أن يكون حيك مكاناً للإهمال، ومحلاً لعدم العناية، فذلك ما يفقدك كل هذه الميزات، لتظل تلاحق الجهات المسؤولة في البحث عن حل لأحد أهم مشكلاتك، ما يجعلك تنسى كل ما يميزك عن غيرك. هكذا يلخص أهالي حي أبو الأشعري بمحافظة حفر الباطن، معاناتهم مع شوارعهم المهترئة، التي أهملت ولم تعد مرصوفة مثلها مثل غيرها من شوارع المحافظة.. وطرقاتهم البعيدة عن الصيانة والاهتمام، جاعلة بيوتهم بلا منظر جميل.. أقدم الأحياء يعد حي أبو الأشعري أحد أقدم أحياء حفر الباطن وهو يقع في منتصف المحافظة وبالقرب من السوق التجاري، ورغم هذا التاريخ والموقع المميز إلا أن الحي لا يزال يفتقر لعدة خدمات يأتي في مقدمتها سفلتة شوارعه ورصفها وتنظيمها كبقية الأحياء المنظمة. وأصبحت السفلتة مطلباً ضرورياً للأهالي، خصوصاً مع ما يعانيه حيهم من ازدحام مروري كثيف في أغلب فترات اليوم. ثلاث سنوات من الإهمال «الشرق» تلقت مطالب أهالي الحي وقامت بزيارة ميدانية، ناقلة معاناتهم في عدم اكتمال الخدمات الأساسية، حيث يقول عبدالرحمن الحربي: بدأنا نطالب البلدية منذ أكثر من ثلاث سنوات لسفلتة ورصف شوارع الحي الذي غابت عنه هذه الخدمة لسنوات طويلة بدون سبب مقنع، خاصة أنه مكتظ بالسكان ومكتمل الخدمات. فلماذا تتأخر البلدية عن إكمال السفلتة؟ وأضاف قائلاً: لا يوجد أرض فضاء في حينا ورغم ذلك لم تصله السفلتة حتى الآن، بينما تصل السفلتة لمخططات خالية من العمران والسكان، مؤملاً من بلدية حفر الباطن منح الأولية للأحياء المأهولة بالسكان وتوزيع الخدمات بشكل منظم. معاناة سنوية وقال محمد البشير إن المعاناة مع سكان الحي تتجدد بشكل سنوي، خصوصاً أثناء موسم الأمطار، حيث يتحول الحي لمستنقعات مائية تكون خطراً على الأطفال وكبار السن، ويصعب علينا الدخول والخروج من منازلنا، مشيراً إلى أن الحل بسيط ومتوافر، وهو إكمال سفلتة شوارع الحي حتى يتم تصريف المياه لمشروع التصريف بالمحافظة. وأضاف قائلاً: ما يحدث الآن هو أننا نقوم وفي كل موسم أمطار بجلب معدات وآلات لتسوية الأرض وإزالة مخلفات السيول على حسابنا الخاص. بانتظار الرد من جهة أخرى، قامت «الشرق» بإرسال استفسارات لممثل العلاقات العامة ببلدية حفر الباطن محمد العنزي. وبعد مضي أكثر من شهر لم يردنا أي رد بهذا الخصوص حتى وقت نشر هذا التقرير.