تعتبر المطارات الواجهة الأولى المعبرة عن المدينة والدولة أمام القادم إليها بإيجابياتها وسلبياتها. يتم التقييم وأخذ الانطباع عنها. والحكم عليها. من خلال ما يواجهه (المسافر) من استقبال بشري وما يلقاه من تجهيز فني وخدمات جيدة تُقدَّم له. حافلات وحاويات وعربات ومعدات تعمل داخل ساحة المطار. بين البوابات والطائرات لمسافة لا تتجاوز (1) كم. يقودها أجانب رغم سهولة تشغيلها تقنياً. لماذا لم يؤهل لها العدد الكافي من المواطنين ولو من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ هذا يحدث في جميع ساحات مطارات وجمارك وموانئ المملكة. تلك المواقع وعقودها مرّت عليها عقود من الزمن. أين هي من اشتراطات السعودة؟ صالات القدوم لكل واحدة منها مدخلان. اعتاد الناس على فتح أحدهما فقط. فلمَ لا يتم فتحهما في آن واحد؟ حيث المسافرون فيهم المسن والأطفال وذووهم، ومعهم حقائبهم اليدوية، ومنهم من يفضل البوابة اليمنى للنزول للمواقف ومكاتب تأجير السيارات، ومنهم من يفضل البوابة اليسرى للخروج، حيث سيارات الأجرة والخاصة التي تنتظر أصحابها… عندما يهم القادمون بالخروج من مطار الملك خالد في الرياض يفاجأون بوجود سيارات لها طابع أوروبي، ومنصات دعائية لها داخل الصالات وخارجها.. وذلك شيء مخجل أن يكون هذا الاسم في الواجهة للقادمين للعاصمة الرياض. وكأن المسميات المحلية من جغرافية وتاريخية وغيرها قد نفدت. هذه السيارات بسائقيها الأجانب لا صفة نظامية تدل عليها. لا رقم ولا شعار ولا شكل يؤهلها ويطمئن الراكب لها، تعمل بالديزل (الذي هو ضار بصحة الإنسان وبيئة المكان). منظمة الصحة العالمية (عوادم الديزل) مادة مسرطنة للرئة بعد السجائر. وهذا يحدث في بلد ينتج ويختزن ويصدر أكبر كمية نفط في العالم!؟ في حين يوجد صف طويل من السيارات النظامية المصرحة. يقودها مواطنون مرخصون. تم إبعادهم عن البوابات قسراً. ينتظرون فرصتهم لساعات من الفجر. للفوز بمشوار واحد من هذه الرحلة أو تلك. أجرتهم أقل ملزمون بدفع رسوم سنوية. وسياراتهم بالتقسيط. متفرغون لهذا العمل. يتعرَّضون للسهر ليلاً. والانتظار نهاراً. في الصيف حرّه وغباره والشتاء بمطره وبرده. يتحمَّلون مسؤولية الإنفاق على أسرهم. باعتبار هذه المهنة مصدر دخلهم. هذا ومن المؤسف رؤية ما لا يُسر وهو وجود السجائر وولاعاتها معروضة. بجوار الكتب والصحف والعطور ومستحضرات التجميل. وجميعها مواد سريعة الاشتعال. وهو أمر يتعارض مع الذوق العام. وكرامة الكتاب. واشتراطات السلامة. فمادام التدخين ممنوعاً في المطارات فلمَ لا يُمنع بيع السجائر داخلها..؟ خلال إجراءات الصعود للطائرة طلب من المسافرين التوجه للطائرة عبر السلالم الخرسانية (الدرج). مروراً بالصعود إلى الحافلة الموجودة في الساحة. استغرق الوقت داخلها قرابة ربع ساعة. والناس وقوفاً، لقلة المقاعد، فلا كثافة طائرات تشغل الممر الآلي (أنبوب). وإنما مغلق دون إبداء الأسباب، وقد يكون لغرض الصيانة؟ وفي كلا الحالتين يمكن الإبقاء على ممرَّين أو ثلاثة للصيانة من الثلاثين ممراً الموجودة لتبقى في الخدمة. مع إمكانية تأهيل الصالة الأولى المعطلة منذ ثلاثين عاماً للاستفادة من خدماتها في مثل هذه الحالة. ثلاث رحلات مجدولة من الدمام إلى الرياض على طائرات (ستين) راكباً. وكأنها تخدم محافظات ريفية وليس بين منطقة رئيسة وعاصمة. مما أحدث تذمراً وإرباكاً في المطار وإحراجاً للموظفين. ولأن الأمر يتطلب الأخذ في الاعتبار ظروف بعض المسافرين، توجهات الدولة بسعودة وظائف العقود الحكومية وكذا ملاك وسائقي سيارات الأجرة من المواطنين، والالتزام بالتعليمات الصادرة بهذا الشأن، لذا نسوق هذه الملاحظات إلى المسؤولين في الطيران والدفاع المدني والخطوط الجوية، ووزارتي النقل والعمل، ومصلحتي الجمارك والموانئ، وغيرهم من المسؤولين في الجهات الرقابية، لعل الله ينفع بما يتخذونه من إجراءات بشأنها.