تبدأ الكراهية بين الشعوب بإيقاظ الفتنة، والفتنة نائمة لعن الله موقظها، عين العقل تنظر لكل شيء إيجابي وعين الحقد تنظر للسلبيات فقط، وبين هذه وتلك فتنة نائمة يستطيع تخديرها المؤمن المواطن الصادق ويستطيع الرويبضة إيقاظها. المؤمن الصابر المحتسب يستر ويعظ وينصح، والفاجر الجاحد المنكر يهتك ويعيّر ويشتم وينتقد بشدة ولو تولَّى من الأمر شيئاً فلن يتذكر سياط نقده. المواطن الغيور يحسبها من منظور واقع الحال في دول اهتمت بفصل «الربيع» فدخلت بوابة «الفتن» وعاشت أسوأ مما كانت، والمواطن الشارد يضرب في صميم وحدة الوطن دون حساب لعواقب الأمور. الكراهية هي بداية الخيط الرفيع المُؤدِّي «للفتن» النائمة، والتلاحم والتقارب ونبذ الإقليمية. والتخلص من خصال الجاهلية بداية الوصول لحياة القرية الآمنة، الدول التي تعاطت الكراهية بمنظور السياسة ومسرحها المتقلب أصبحت خارج المشهد الإنساني تبكي على أطلال الحياة، والدول التي رضيت بفصول السنة الأربعة وغثها وسمينها وتقبلت الحياة بروح إسلامية صادقة نائمة في رغد من العيش. البناء يحتاج للصبر ويحتاج للزمن، بينما الهدم سهل للغاية ويتم في أزمنة قصيرة جداً. البناء مَرحلِي ولا يتم بين عشية وضحاها وإنما على أسس علمية وستتضح الرؤية العامة للبناء الذي يتم حاليا في كل المدن السعودية وكل البعثات وبناء الإنسان السعودي في السنوات المقبلة سيتضح للجميع أن «ربيع السعودية» مشاريع إنماء وبناء وحضارة، وربيع غيرنا فتن وقلاقل وضياع وتشرد. مالكم كيف تحكمون؟