وصف المفتي العام للمملكة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الأحداث التي تجري بالمنطقة العربية التي يسميها البعض ب"الربيع العربي"، بأنها "ليست ربيعا بل عذابا وألما وفتنة"، مشيرا إلى أنها تسببت في هتك الأعراض وسفك الدماء ودمرت من خلالها الممتلكات. وبيّن المفتي في رده على سؤال بحسب "الوطن" خلال تعقيبه على المحاضرة التي ألقاها عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالعزيز إبراهيم العسكر بعنوان "أساليب المنافقين في الصد عن دين الله" مساء أول من أمس أن الذي حدث هو "قيام من ظلم ووقوع في فتنة"، وتابع "الفتنة بأنها تمحو الرجال وتشتت الأمة". وأضاف أن العمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض الأفراد هي إجرام وقتل للنفس وإفساد في الأرض، مبينا أن هؤلاء المفجرين لأنفسهم قد خُدعوا وغرر بهم وغسلت عقولهم، وأن هذا الأمر لا يمت للتعاليم الإسلامية بصلة "قتل النفس جرم وفساد عظيم .. وشر كبير ولا يفعل ذلك إلا أعداء الإسلام، مبيناً أن من أساليب المنافقين تثويب المرأة المسلمة وحثها على الاختلاط بالرجال في كل ميادين الحياة لكي تحيا حياة أخرى ويذهب حياؤها وحشمتها، محذرا من الانصياع لأساليب هؤلاء المنافقين. وأوضح المفتي في رده على مداخلة أحد الحاضرين، أن القروض البنكية اذا كانت تتوقف على شراء سلع من البنك بحيث يبيعونها له، فلا ضير بذلك ومجاز، واتفق المفتي بذلك على ما ذكره الدكتور العسكر في محاضرته أثناء تعقيبه. في السياق ذاته، حذر الدكتور العسكر في محاضرته من المنافقين ووصفهم ب"الخطر" لأنهم هم من يختلقون البلبلة ويبثون الفوضى ويجب التنبه لتصرفاتهم وإفشال مخططاتهم، وقال "يجب أن لا نصدق إشاعاتهم لأنهم يريدون الضرر"، مبيناً أن من أساليبهم إثارة الفتنة بالمجتمع الإسلامي، خصوصاً في أوقات الشدة والأزمات. ولفت إلى أن الذي يحدث الآن في البلاد العربية والإسلامية وأسماه البعض ب"الربيع العربي"، "ليس ربيعا ولا شيء بل سموم قاتلة والعياذ بالله"، واصفا إياه بالفتن والدماء وتشتيت الأمن وانتهاك الأعراض وقتل المسلمين، وتابع الدكتور العسكر "أي ربيع هذا .. هذا تسويف للحقائق .. أي ربيع تسيل فيه دماء المسلمين في كل بلد بمئات الآلاف"، مشيراً إلى أن المسؤولين الذين فتحوا هذا الباب أياً كانت مواقعهم سواء كانوا قادة أو حكاما أو دعاة وحتى رؤساء أحزاب، سيلقون الله يوم القيامة وسيحاسبهم عن كل الذي حدث من هتك الأعراض وقتل الأبرياء وغيرها من تلك الأعمال. وأشار عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز العسكر إلى أن مثيري الفتن والقلاقل يلجؤون ويقنعون الناس بمصطلح الشهادة، وأن تحرير البلد لا يتم إلا بالشهداء ويدخل في ذلك الأمر اليهودي والنصراني والعلماني والمتبرجة ومن يقتل نفسه تحت مسمى "الشهادة أو الشهداء"، مؤكدا أن هذا الأمر من التسويف والكذب على الله، وهذا ما يجعل أعمال المنافقين تنشط.