حين تصل إليك العاصفة تتحول إلى جزءٍ منها وعنصر من قوتها! وعند ركوبك وسيلة نقل فأنت تأخذ سرعتها في هذا الزمن السريع والطائر! الذي يسقط الإنسان في عاصفته التكنولوجية متأثراً بسرعتها المرهقة للأعصاب في دوامة الحياة، مع ذلك تجد من يركن للسكون ويرى فيه احتماءً مناسباً كخيار لمواجهة هذا الانفجار العالمي الرهيب! ولا عيب هنا ولا منقصة؛ ف»السهود والمهود « جيدة للزاهد عن الحياة برمتها أو الباحث لنفسه عن ظلّ على الصعيد الشخصي؛ إنما لا يصلح هذا «الخيار» بحق الموظف البسيط فكيف بالمشرفين والمسؤولين عن رعاية إبداع الشباب وتنمية مواهبهم خصوصاً ما يتعلق باحتضان المخترعين في عالم التقنية أو الذين يتعاملون بحرفية عالية معها؟! أولئك الشباب المؤمنون بأن لا حلّ مع ثورة الاتصالات الرقمية سوى الاندفاع والتوهج لمسايرة سرعة العالم! ولذا تجد التقاطع الكبير بين هؤلاء الشباب الذين يلهبهم الحماس والشغف لإثبات جدارتهم -بوسائلهم البسيطة- التي لا تعدو أن تكون جهاز كمبيوتر بسيطاً وبين المسؤولين عن احتضانهم الذين يتعاملون مع مواهب هؤلاء الشباب من منطلق الوظيفة البيروقراطي السلحفائي المعتاد! فشدّة حماستهم التي غالباً ما تجابه بالبرود والإجراءات الروتينية الطويلة أو عدم الاهتمام باحتضانهم من أهم أسباب إصابتهم بالإحباط أو التوقف في بداية المشوار لكثرة «المثبطات» والتعامل الباهت؛ لذا ينزع بعضهم لإثبات جدارته بعيداً عن المحاضن الرسمية التي لا تزال تعيش في زمن الهاتف «أبو هندل»! أو قد يلجأ بعضهم للتمرد على الواقع احتجاجاً على عدم تقدير موهبته؛ منضمّاً ل»صعاليك الزمن الرقمي» مُغيراً على «المواقع» بسيف «التهكير» المتاح! فبالله عليكم افسحوا لهؤلاء المبدعين المجال واستفيدوا منهم بدل «الحجر» عليهم وأخذهم لرحلات غير سياحية قد تَطَول!