رغم الحر الشديد في أجواء القاهرة، اتجهت أعداد من المثقفين والفنانين ظهر الأحد إلى مكتب وزير الثقافة علاء عبدالعزيز منددين بسياسته بإقالة عدد من الوجوه الثقافية البارزة، ومطالبين بإقالته من منصبه لوقف ما يصفوه بسياسة "أخونة" وزارة الثقافة. وخلال ساعات بلغ عدد المتظاهرين، الذين كانوا يصلون تباعا إلى مقر مكتب الوزير في جزيرة الزمالك بالقرب من الفرع الغربي للنيل، بضع مئات كانوا يهتفون "اكتب على جدران الأوبرا /30 يونيو الثورة الكبرى"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، و"افتح للحرية باب أوبرا ومسرح وغنى وكتاب". ويستعد المثقفون والفنانون للاعتصام في محيط مكتب الوزير، وأعدوا مكبرات الصوت ورفعوا لافتات كتب على بعضها "لا لأخونة الفن والأوبرا"، "لا لأخونة الثقافة"، و"وزير باطل وقرار باطل الأوبرا ثقافة". وتوجهت فرقة تحمل الدفوف وترفع الشعارات المطالبة بإقالة الوزير والدفاع عن الثقافة الوطنية المصرية إلى جانب تقديم أغان وطنية في حين قامت فرقة الباليه التابعة لدار الأوبرا بتقديم رقصة من رقصاتها. وجاء خطيب ميدان التحرير محمد عبدالله نصر للتضامن مع المثقفين مطالبا بالحفاظ على هوية مصر الثقافية، قائلا: "حافظوا على هوية مصر ممن لا يقدر العلم ويعمل على تجريف ثقافتنا". وفي مقابل التظاهرة المعارضة للوزير، تظاهر أقل من عشرين فردا تضامنا مع الوزير الذي قالوا إنه يقوم "بطرد تلامذة وزير الثقافة في عهد الرئيس مبارك فاروق حسني"، مشيرين إلى أنهم "يؤيدون قرارات الوزير بإقالة رموز وزارة الثقافة الفاسدين". وحاول مؤيدو الوزير استفزاز التظاهرة المعارضة والتشويش على كلمة خطيب ميدان التحرير فتدخل رجال الشرطة لمنع الاحتكاك بين الطرفين. وانسحب مؤيدو الوزير من المنطقة مع تزايد أعداد المتظاهرين المطالبين بإقالة الوزير، في حين بقي رجال الشرطة يحيطون بمكتب الوزير لحمايته دون أن يتدخلوا مع المتظاهرين المعارضين. ومن بين المثقفين والفنانين الذين يشاركون في المظاهرة المعارضة للوزير الفنان أحمد عبدالعزيز، رئيسة دار الاوبرا المصرية المقالة إيناس عبدالدايم، الفنانة منال محي الدين، الكاتب حلمي النمنم، المايسترو هشام جبر، ومدير أوركسترا الأوبرا ياسر الصيرفي. ويتوقع المثقفون العارضون أن يحشدوا المزيد خلال الساعات المقبلة مع انكسار حدة الحر حيث تصل درجة الحرارة في القاهرة إلى 45 درجة في الظل. أ ف ب | القاهرة