جدة – رنا حكيم تعيش مع ابنيها في غرفة بمنزل زوج ابنتها تكافح الأرملة فوزية عامر صالح الحياة بِهَمِّ الدَّين الذي أثقل كاهلها، وهمِّ تأمين مستقبل ابنتها وابنها مشاعل وبدر بعد أن تراكم عليها دين لأحد الأشخاص يقدر ب 342 ألف ريال، وهي قيمة ما سدده هذا الشخص لها خلال عشر سنوات ماضية من مستحقات الإيجارات والديون التي تراكمت عليها. تدينت من جاري وتقول «كنت أعيش حياة ميسورة مع زوجي رحمه الله، حيث كان يعمل في الأعمال الحرة، وأنجبت منه أربعة من الأبناء، إضافة إلى ابنتي من زوجٍ سابق، حتى فارق الحياة، عندها لم نجد من يعيننا أو يتكفل بمصاريفنا سوى 1000 ريال نتحصلها شهرياً من الضمان الاجتماعي، ولكنها لم تكن تفي باحتياجاتنا، فاضُطررت للتدين من الناس لاستكمال مصاريف تربية الأبناء ومتطلباتهم أثناء الدراسة، بالإضافة إلى دفع إيجار الشقة الذي كان يزداد سنوياً مما جعلني أتنقل من واحدة لأخرى لعدم تمكني من دفع الإيجار للمالك، وهذا ما أدى لتراكم الديون عليَّ لعدة أشخاص وجهات، فلجأت لأحد أبناء جيراني لتسديد ذلك الدين. رفع عليَّ قضية وأضافت «لم يطق جاري طول مدة الدين التي وصلت أكثر من ست سنوات، فرفع ضدي قضية في المحكمة العامة بجدة للمطالبة بدينه كاملاً، وذلك قبل عدة سنوات». وحكم القاضي بأن تعطى البطاقة البنكية المخصصة لصرف مستحقات الضمان الخاصة بها للرجل الذي تدينت منه حتى يستوفي دينه، فوافقت على ذلك حتى لا تجد نفسها خلف القضبان، ومنذ ذلك الوقت وهي تسكن في غرفة بمنزل زوج ابنتها الكبرى مع ابنها وابنتها بدر ومشاعل، وتتقاسم معهما لقمة العيش حتى يفرجها الله. وتحلم فوزية أن تسدد دينها لترتاح، والحصول على وحدة في الإسكان الميسر الذي أمر به خادم الحرمين، حتى لا تدفع إيجارات، وأضافت «أحلم بأن تكمل ابنتي مشاعل تعليمها الجامعي لتكون عوناً لي، فقد تعلمت من التجربة المريرة التي عشتها أن الشهادة هي سلاح المرأة الحقيقي، إذ إني لم أكمل سوى تعليمي الابتدائي ولم أتمكن من إيجاد فرصة عمل تعينني بدل الاستدانة». سيدة «معسرة» فيما علق المستشار القانوني عضو منظمة العفو الدولية وعضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان الدكتور إيهاب السليماني على قضية السيدة فوزية قائلاً: إن هذه السيدة «معسرة» والمعسر في الإسلام وبموجب القوانين والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها المملكة لا يسجن، وهذا نظام عالمي، بل ويلزم الضمان -الذي يمثل الدولة- بتوفير مصدر دخل لها إذا كانت تستطيع العمل، كما أن من مسؤوليات الضمان أيضاً توفير السكن والمأكل والمشرب والترفيه لها ولأبنائها بما يوفر لها الحياة الكريمة، وذلك بناء على الاتفاقيات الدولية العالمية، وهو واجب ديني ينص على أن تتكفل الدولة بتوفير متطلبات السيدة. لا يحق احتجاز البطاقة فيما قال المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية الأستاذ خالد الثبيتي، إن السيدة فوزية يصرف لها شهرياً مبلغ وقدره 1586 ريالاً كراتب ومساعدات نقدية، لأجل الغذاء، كما صرف لها مساعدة عاجلة بلغت 13200 ريال منذ ثلاثة أشهر. وأكد أنه لا يحق لأي شخص مهما كانت صفته احتجاز بطاقة الصراف الخاصة بأحد المستفيدين من الضمان، مشيراً إلى أن الضمان ينبه على المستفيدين بعدم إعطاء أي أحد البطاقة أو الرقم السري الخاص به، مؤكداً أن تصرف السيدة فوزية غير نظامي. وأوضح الثبيتي أن وزارة الشؤون الاجتماعية ليس من مهامها توفير السكن أو سداد الديون عن المحتاجين، وأن سداد الديون تقوم به عدة جهات وجمعيات خيرية، أما السكن فهو مسؤولية وزارة الإسكان.