الرياض – فهد الحمود المتسوَّقون: السوق خطيرة وغير منظَّمة.. ولا بد من بديل. المقبل: ليست سوقاً بل أناس «يبسطون» وافتتاح السوق الجديدة شمال الرياض. حافلات تسير بسرعة جنونية وسط الزحام، أسواق أعلاف عشوائية على أطراف طريق يمتد أكثر من 3 كم، يقطن خلفها مسوقوها من العمالة في «صنادق» تفقد أبسط وسائل الأمن والسلامة، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تصدر منها و تسبب الإزعاج الكبير لمرتادي السوق. هكذا تستقبل الرياض عبر مدخلها من جهة الشرق القادمين من متنزه الثمامة ومقر مهرجان الجنادرية مع تقاطع طريق السفر والقادمين من الدمام ودول الخليج. «الشرق» قامت بجولة على المنطقة ووقفت على ما يعانيه مرتادو السوق والعاملون به. موقع سيئ وغير منظم يقول حمد العنزي: يعد موقع سوق بيع الأعلاف سيئاً وغير منظم، ومكانه ليس ملائماً، لأنه يعطي صورة سيئة لمدينة الرياض بأكملها، خصوصاً الزائر لها لأول مرة كونه مدخلا لها من جهة الشرق. فالقادمون من دول الخليج والمنطقة الشرقية يمكنهم مشاهدة هذه الواجهة غير الحضارية وغير الملائمة لمدينة كالرياض، فتشاهد الأعلاف والشعير مرمية بطريقة عشوائية وغير منظمة والشاحنات المحملة بالأعلاف تصطف بجوارها، وتحول الطريق السريع إلى بطيء، نتيجة وقوفها العشوائي وغير المنظم، ووقوف بائعي الشعير عبر الحافلات والمشترين، مايسبب منظرا غير لائق، وقد يؤدي في بعض الأحيان لحوادث كبيرة. واقترح العنزي أن تعمل البلدية على إعادة النظر حول موقع سوق الأعلاف وإيجاد موقع آخر، ويكون منظما ومهيأ وتحت إشراف إدارة تنظم السوق وتعطي شكلاً حضارياً أكثر مما نشاهده الآن. ضرره أكبر من نفعه فيما قال ضيف العتيبي: إن الخطر والضرر في سوق الأعلاف أكثر من الفائدة، ولكن الظروف هي من تجبرنا على القدوم إلى السوق، فلا يوجد أي تنظيم في السوق ما نتج عن الفوضى والازدحام على رصيف الشارع السريع الذي يشكل خطراً على سلامة الزبائن بسبب الحوادث، ناهيك عن غرق السيارت عند هطول الأمطار. ويضيف قائلاً: من المفترض وجود أدوات للسلامة، ففي حال حدوث أي حريق بسيط، أتوقع أن يتحول إلى كارثة لسرعة اشتعال المواد الموجودة، ومدى الخسائر الكبيرة التي تنتج عن ذلك. وأشارالعتيبي لوجود كثير من العمالة السائبة تعمل في السوق. وقال: يوجد «صنادق» خلف السوق يقيم فيها بعض العمال، ما يفقد الأمان ويكثر السرقات. محملاً المسؤولية لأمانة منطقة الرياض، التي من المفترض أن تتخذ إجراءات صارمة في هذا الخصوص، فالسوق من الأساس موقعه خطأ، ومن المفترض أن يكون موقع السوق خارج مدينة الرياض، وتكون سوقاً منظمة وفيها أرصفة وسفلتة وإنارة، حينها لا يوجد أي مشكلة لدى كثير من الناس، أن تكون بعيدة فالأمن والسلامة أهم من كل شيء. لا مشكلات تذكر العامل خلف ولا يرى جمال عبدالله (بائع) غضاضة من العمل في السوق، مشيراً إلى أنه ليس هناك أية مشكلات تذكر، وقال: أعمل في هذا المكان منذ ثلاثة أشهر وأرى الموقع جيدا، ونمارس العمل به دون مضايقة. ويوافقه في الرأي خلف (بائع)، إذ قال: أعمل منذ سنة، أبيع يوميا ما يقارب من سبعين حبة من الشعير وأرى المكان جيدا، ولا أتمنى نقلنا إلى مكان آخر. وعند سؤالنا عن خطر الموقع وعدم توفر أدوات السلامة وعدم وجود الدفاع المدني رد قائلا: يوجد دفاع مدني قريب، فقلنا أين هو لكي نقوم بتصويره؟. فرد قائلا أنا لا أعرف المكان ولا رقمهم ولكنه قريب من هنا! خطر على البائعين العامل نايل أما البائع محمد عبدالعزيز فيختلف معه قائلا: المكان غير مناسب لبيع الأعلاف بسبب الطريق السريع، فهو يعد أكبر خطر علينا كبائعين وعلى الزبائن على السواء، فأية حافلة في حال تعرضها إلى حادث ستتجه لنا مباشرة، ونكون نحن الضحية، مدللاً على ذلك بوقوع حادث في السنة الماضية، إذ قال تعرضت حافلة لحادث واتجهت لمكان بضاعتنا، لكن لكوننا بعيدين عن مكان البضاعة لم نصب بسوء. ناهيك عن تعرضنا إلى السرقة آخر الليل عدة مرات. أما نايل فيقول: أعمل في هذا المكان منذ 15 سنة، وأرى المكان مناسباً للبيع ومايصيبنا فهو قدر من الله، وقال: نحن عمال والمكان لكفلائنا السعوديين، والسكن لابد أن يكون قريبا من مكان بيع الأعلاف، لضرورة وجودنا قرب البضاعة. للراحة والنوم وخلف مكان بيع الأعلاف يوجد عديد من «الصنادق» الملاصق لها وجدنا أحد العمال بجوار إحداهن يدعى سامي قال لنا: سبب وجودي في «الصندقة» للراحة والنوم حيث أعمل في سوق الأعلاف مع كفيلي منذ أربعة أشهر، وكفيلي هو من وفر لي هذا المسكن، فأعمل من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء، ومن ثم أعود إلى مسكني الذي تراه، أما بالنسبة للكهرباء، فهي عبر (مولد كهربائي). لا وجود للسوق أمين منطقة الرياض «الشرق» واجهت أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله عبدالرحمن المقبل وسألته عن الموقع فأجاب قائلا: ليس هناك سوق بل أناس يبسطون، ولا تعد سوقاً، وهناك أكثر من سوق، وسيتم افتتاح إحداها قريبا شمال الرياض، وبالتحديد شمال شرق الثمامة تحت مسمى مدينة الإبل التراثية، وهي تخطط وتصمم، وتم ترسية عملية تنفيذ المرحلة الأولى منها، ونراها قريبا، وسيتم إزالة الموقع الذي أنت تتحدث عنه، وذلك بعد تهيئة المكان البديل وهي مدينة الإبل التراثية، متمنياً أن يكون السنة المقبلة. «صنادق» العمال والبائعين (تصوير: حسن المباركي) وقوف بانتظار الزبائن رغم الخطورة (تصوير: حسن المباركي) منظر عام للسوق عند مدخل مدينة الرياض