يعد سوق الخميس في مدينة تبوك, من الأسواق التي سجلت حضورا جيدا طيلة أكثر من خمسة عشر عاما هي عمر السوق. والذي يمتاز بضجيج أصوات الباعة وهم «يُحرِّجون» على بضائعهم بعبارات خفيفة ورنانة, تصل لحد الفكاههة. ويحرص عدد من ألاهالي على زيارة سوق الخميس الذي يستقطب مرتاديه بدءاً من ساعات الصباح الأولى وحتى مغيب شمس يوم الخميس، وتتنوع البضائع فيه بين ملبوسات جديدة ومستعملة، وأصناف من المأكولات, والتمور والحلويات، بالاضافة الى البضائع التي لا تتوفر إلا في هذا السوق؛ الأمر الذي جعله مقصداً لكافة شرائح المجتمع. لكن سوق الخميس, ما زال يعاني من الفوضى الواضحه، خاصة وأن العمالة التي تمارس البيع ليست «نظامية», وتبيع الكثير من البضائع المقلدة، التي لا يدوم استهلاكها, الى جانب بعض المواد الغذائية الغير محددة صلاحيتها, وهو ما يفاقم الضرر على المستهلك في نهاية الأمر. وقال بائع التمور حسين مهجع ان دخول العمالة الوافدة لمجال بيع التمور في سوق الخميس، أفقد السوق تميزه المعهود؛ كونهم يرفعون ويخفضون الأسعار دون سبب مبرر، ويبيعون بضائع ليس لها تاريخ انتاج او انتهاء للصلاحية, مشيراً إلى أن العمالة الأجنبية باتت تسيطر على السوق بشكل واضح. فيما أكد نايف الفاخري, أن سوق الخميس تغيب عن الرقابة التامة من قبل الجهات المسؤولة, وخاصة على المواد الغذائية التي قد تكون منتهية الصلاحية, وهو ما يشكل خطرا على حياة المستهلك, ناهيك عن سوء التنظيم العشوائي داخل السوق, الذي يسجل فوضى إسبوعية, فالمشاة والسيارات تخلق مزيدا من الفوضى وعدم التنظيم في ظل غياب الدوريات والمرور عن هذا السوق . ويضيف سالم الشهري بأن غياب الرقابة عن الملبوسات التي تباع في سوق الخميس والتي تكون مطروحة في السوق بشكل عشوائي وهي ملبوسات غير نظيفة وقد تتسبب في نقل الأمراض ولهذا لابد من إخضاعها للرقابة والتأكد من سلامتها . ويرى عطاالله راشد البلوي أن سوق الخميس غير منظم ويعج بالفوضى فالباعة منتشرون بشكل عشوائي وهناك عدد من الباعة يحتكرون أماكن في السوق أسبوعيا بل شهريا مما يؤثر على الباعة الاخرين فسوق الخميس سوق مفتوح لجميع الباعة الذين يودون بيع ما لديهم من بضائع . فيما وصف عدد من المتسوقين أسعار بيع الفواكه والخضروات بالمتقاربة مع مايباع في خارج السوق، الا أنهم تذمروا من طريقة بيع وعرض الحلويات الشعبية في الهواء الطلق، وافتقادها لتاريخ صلاحيه، مطالبين وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بتشديد الرقابة على إجراءات رخص المحلات ومصادر تصنيع الحلويات. وأشار ناشي البلوي إلى ان السوق يشهد بيع ملابس مقلدة؛ بسبب الركود الذي يسود مبيعات الماركات العالمية في أسواق مناطق أصحاب الدخل المحدود، مما أثر على قدرتهم الشرائية -على حد قوله-، ودفعهم على البحث عن بضائع بأقل قيمة؛ وبالتالي البحث عن المقلد . من جهت أوضح مدير صحة البيئة بأمانة تبوك الدكتور رياض الغبان, أنه قد تم مصادرة جميع الأشياء المخالفة من ملابس ومواد استهلاكية، ويجري الآن وضع ترتيب معين لسوق الخميس حتى يؤدي الدور الذي اقيم من أجله .