منذ البارحة وأنا أبحث عنك في جيوب الأصدقاء، ربما وجدت شعوري الضائع نحوك بينهم. يتلون مراراً: نشعر بك، ما يعتريكِ نحن أولى به منكِ، لذا فعلت ما تستوجبه مواثيق تلك الكلمات! اكتشفت كثيراً في زحمة الأشياء، أو تعلم! أصدقائي فضلاء جداً لم يحكوا يوماً عن معاناتهم الحقيقية، تدربوا جيداً على إسعادي وحتى حين سؤالي عنهم، كان الكون يحتضننا بشكل أقوى حتى نجبر على الصمت. صديقي الذي أعرفه منذ خمس سنوات، كان يحمل صورة طليقته، وكأنه كان يبكيها ليلة بعد ليلة. الصديقة المقربة، كانت تحتفظ بورقة مريبة دوّن عليها «عنوان كتاب وهمي واسم حبيبها الحقيقي»، حاولت أن أسترجع بذاكرتي هذا الاسم – يوماً ما قالت لي بعجلة: ظالمة هي الحياة حين أشعر بأن زوج أختي هو الأنسب لي! صديقة الجامعة كانت جيوبها فارغة تماماً – تذكرت أنها فقدت كل شيء صديق المنتدى الأول: كان يحتفظ بنقود ينظمها «مطاط دائري» يبدو كثمن يدفعه على غربته. صديقتي المتزوجة حديثاً: كان هاتفها النقال موضوعاً على محادثة بينها وبين زوجها.! ذهلت كان الموت يتحدث دوناً عنهما. صديقي الكاتب العظيم: كان يبكي تضحيات كثيرة والنتيجة الحاسمة أودت به «وحيداً يغرق نفسه في سيل النصائح المتوجعة». مازال يكتب القصاصات، لا أحد يرجوه القراءة. الصديق «تحفظاً» سابقاً: لفافة غريبة تأخذ شكل الأصبع ، بقايا من بودرة بيضاء داخل الجيب توضّح! لم أستعده بعد! يعوّل بأن الزواج سيصلح ما أفسده، عدت ألوم نفسي لم أكن في حاجة كبيرة لأعبركم حتى اكتشفكم يا أصدقائي، الشعور الذي يصغر ذاتي كان لذيذاً، ولكني حين جئتكم بدأت أتضخم وأتزايد وجعاً،.. أكرر نفسي في قصصكم.. أحمل أضعاف الأماني التي يجب عليّ تحقيقها ما دام أن للحياة مقصداً! من الآن وحتى بعد حين: محرمة هي أحزاني عنكم.. سأعبر سبيل الروح لأنقذكم، وأقصى المتع سلماً يصعدني لكم.