توترت الأوضاع في مدينة معان جنوب الأردن إثر مقتل اثنين من أبناء المدينة على يد قوات الأمن، وحذر أبناء المدينة في رسالة وجهوها للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الأول نيتهم تنفيذ العصيان المدني. وأعلن محتجون في مدينة معان جنوب عمان (350 كم) حالة العصيان المدني بدءا من ليلة الثلاثاء، بعد محاولة قوات الدرك فض احتجاج إثر مقتل شخصين وإصابة آخر إثر تبادل لإطلاق النار مع رجال الأمن العام بمنطقة الراشدية/العقبة. وشهدت المدينة حتى وقت متأخر من مساء الثلاثاء أعمال شغب وإغلاق طرق واشتباكات بالأسلحة النارية ووقوع عدد من الإصابات. مديرية الأمن العام من جهتها أصدرت بيانا أكدت فيه أن قوة أمنية تمكنت بعد عملية مطاردة لملاحقة الأشخاص الثلاثة من ضبطهم تبين تعرضهم للإصابة وتم إسعافهم إلى المستشفى وما لبث أن فارق الحياة شخصان منهم وتم ضبط سلاح ناري أوتوماتيكي كان بحوزتهم إضافة إلى عدد كبير من العتاد. اللافت في بيان وجهاء مدينة معان أنه تم توقيعه من شخصيات مطلوبة للدولة بتهم إرهابية مثل أبو سياف. وحذّر أبناء محافظة معان من جرّ البلاد إلى الفوضى وضرب العشائر ووحدة الصّف. وهدد شيوخ ووجهاء المحافظة في اجتماع حاشد ضمّ الآلاف مساء الإثنين الماضي «إذا استمرّت الدولة بتقاعسها، وتخليها عن واجباتها؛ فإنّ أبناء مدينة معان سينفذون عصياناً مدنياً شاملاً «. وأكد المجتمعون أنهم يعون المؤامرة الدنيئة التي تحاك ضد الأردن والأردنيين وضرب العشائر الأردنية بعضها ببعض لغايات وأهداف سياسيّة، من أبرزها الوطن البديل (الكونفدرالية) وما يجري من أحداث جسام في سوريا والعراق ودخول القوات الأمريكيّة إلى أرض الحشد والرباط بحسب بيانهم. وأصدر المجتمعون «رسالة موجهة إلى قائد الوطن من مدينة معان»: وبحسب الرسالة «كان من نتائج استقواء بعض الخارجين على القانون تبعيات ما حدث من أعمال عنف وقطع طريق على طول الخطّ الصحراوي والاعتداء على أبناء مدينة معان بشكل خاص( بالتفتيش على الهوية) والتعرض بالإساءة إلى بعض أبناء المحافظات الأخرى وإصابة زائر سعوديّ بعيار ناريّ، على خلفية أحداث جامعة. وطلب أبناء معان من الملك التدخل مباشرة لمعالجة الأزمات، ووقف المؤامرات التي تحاك ضد الوطن والنظام. وختم أبناء معان المعروف عنهم معارضتهم للنظام في بعض المفاصل التاريخية للدولة الأردنية ببيت شعر: إنْ كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم. ووقّع على الرسالة الموجهة للملك 56 شخصية بارزة منها قياديون سلفيون وشخصيات تولت المناصب الرسمية والوزارية منذ مدة قصيرة. وشهدت مدينة معان أعمال شغب عنيفة أسفرت عن إصابات ووقوع أضرار مادية في الممتلكات الخاصة والعامة عقب مقتل مطلوبين من معان في منطقة الراشدية بمحافظة العقبة إثر مطاردة أمنية نفذتها قوات الدرك ورجال الأمن العام. وأقدم محتجون على تكسير واجهات بنك الإسكان والبنك العربي وبعض السيارات الموجودة في الموقع. ومن جانب آخر قام بعض المحتجين بإطلاق عيارات نارية باتجاه المركز الأمني وقوات الدرك الأمر الذي أدى إلى قدوم تعزيزات أمنية عملت على إنهاء الاحتجاج وفتح جميع الطرق المغلقة. أردنيون يتظاهرون أمام السفارة العراقية في عمان للمطالبة بطرد السفير العراقي من الأردن (رويترز)