ضاعت حقيقة وجود نقاط تفتيش وهمية تقودها مليشيات مسلحة شيعية تقوم باختطاف وقتل شخصيات من أهل السنة، ما بين النفي والإثبات من الأطراف المتهمة، ففي الوقت الذي تنتشر فيه الشائعات بظهور ميليشيات بملابس قوات الجيش والشرطة، وأبرز هذه الاتهامات توجه لمليشيا كتائب المختار التي يقودها «واثق البطاط» إلا أن التسريبات السياسية تذهب إلى أبعد من هذا التشخيص حسب مصادر دينية عراقية مطلعة، تؤكد في حديثها ل «الشرق» أن بعض هذه العمليات وإن نفيت من قبل الكتلة البرلمانية التي يتزعمها نوري المالكي إلا أنها تنفذ تعليماته وأوامره لترجيح كفة تنظيمات أهل الحق في المناطق التي فيها وجود كثيف لتنظيمات لواء اليوم الموعود، الجزء الحي المتبقي من جيش «المهدي»، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، في محاولة لكسب الشارع الشيعي وتحجيم نفوذ التيار الصدري. وترى هذه المصادر، أن كثيرا من وكلاء المرجعية الدينية العليا حذروا من خطورة هذه العمليات، وأنها تنتهك توجيهات واضحة وصريحة بالتهدئة، التي تسعى المرجعية الدينية من خلالها إلى فتح أبواب الحوار مع الآخر المختلف، في إشارة ضمنية إلى أهل السنة، فإذا بالجماعات المسلحة تسعى لإشعال صراع شيعي – شيعي، على حد قولها. وكان معتصمو الأنبار أعلنوا «ترحيبهم» بتوجيه زعيم التيار الصدري «إنذارا إلى المالكي بسحب مليشيات عصائب أهل الحق» من شوارع بغداد خلال 24 ساعة، وبينوا أن هذه «المليشيات ترتكب أعمالا إجرامية» في بغداد، ودعوا المرجعيات الدينية وشيوخ عشائر في الجنوب إلى «القيام بخطوة مماثلة». ونفى النائب محمد الصيهود عن ائتلاف دولة القانون، وجود أي سيطرة وهمية داخل بغداد. فيما أكد الأمين العام لحزب الله العراقي، واثق البطاط، أن جيش المختار باشر بتنفيذ عملياته الأمنية بعد مقتل الجنود الخمسة في الأنبار «بالتنسيق مع القوات الأمنية»، ويمتلك هذا الجيش منظومة استخبارية تؤدي عملاً عسكرياً ضد بعض المطلوبين. وأكد الأمين العام لحزب الله العراقي أن من «أهم المرجعيات الدينية التي تؤيد عملنا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي الخامنئي الذي يعد مرجعنا الأكبر، والسيد محمد المدرسي والسيد كمال الحيدري والشيخ فاضل المالكي في بعض الأمور»، متابعاً أن «المرجعيات التي تتحفظ على إعطائنا الأحكام وتطالبنا بعرض الأمور على القضاء تتمثل في المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني والشيخ بشير النجفي».