تغيرت ملامح اللاجئ الفلسطيني سامر غبن (39 عاماً) فور سماعه نبأ تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ قيمته 86 مليون دولار لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لصالح مشاريع في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان. وتساءل خلال حديثه ل «الشرق» وهو يحضر أعواد الذرة لشوائها للمصطافين الغزيين على شاطئ بحر مخيم الشاطئ إلى الشمال من مدينة غزة إذا ما كانت تبرعات السعودية ستنهي حديث الأونروا المتكرر عن تقنين المساعدات الإنسانية لصالح العائلات الفلسطينية داخل مخيمات اللاجئين؟. وقال: «في ظل أزمة البطالة والفقر إذا توقفت المساعدات حياتنا ستتوقف». وذكر أن معظم الفلسطينيين من سكان المخيمات يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات التي يتلقونها من وكالة الغوث، شاكراً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعبه وحكومته لمساندتهم ودعمهم للفلسطينيين وتعزيز صمودهم أمام الاحتلال الإسرائيلي. وتعد السعودية المانح العربي الأكبر للفلسطينيين وللأونروا. وتأتي المنحة السعودية عقب مرور أقل من أربع وعشرين ساعة على نداء الاستغاثة الذي أطلقه الدكتور زكريا الأغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو لجنتها التنفيذية الذي دعا فيه الدول العربية إلى تقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين وخاصة النازحين من سوريا إلى لبنان. وجرى توقيع ثلاث اتفاقيات في الرياض من قبل نائب الرئيس والمدير الإداري للصندوق السعودي للتنمية يوسف البسام، والمفوض العام للأونروا وفيليبو غراندي. حيث بلغت قيمة الاتفاقية الأولى 14 مليون دولار خصصت من أجل دعم مشاريع الأونروا في الضفة الغربية. وخصصت الاتفاقية الثانية التي تبلغ قيمتها 54.500 لصالح «برنامج إعادة إعمار غزة» الخاص بمجلس التعاون الخليجي، فيما قدم مدير عمليات الأونروا في غزة روبرت تيرنر، خلال مرافقته عرضا بين فيه خطة وكالة الغوث لإنعاش غزة. وتبلغ قيمة الاتفاقية الثالثة والأخيرة 17.5 مليون دولار لتحسين الأوضاع المعيشية في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، علاوة على عشرة ملايين دولار لإعادة بناء مخيم نهر البارد في شمال لبنان، الأمر الذي سيرفع من التبرعات السعودية لمخيم نهر البارد لتصل في مجملها إلى 35 مليون دولار.