إن لم يكن الشعب العربي الأحوازي قومياً بالفكرة، فلا شك أنه قومي بالفطرة. ونادراً جداً ما يستخدم مصطلح «وطني» بالعامية الأحوازية، فمصطلح «قومي» يكتسح الأحواز للتعريف بأي سياسي أو ثقافي أو اجتماعي ينشط في المجال الوطني. ولأن الشعر في الأحواز يعد المتنفس الوحيد للتعبير عن التمسك بالهوية العربية الأحوازية، فإننا نجد هذا المفهوم يبرز بقوة في الأشعار الشعبية أو الفصحى في الأحواز.ومن بين الأشعار الشعبية يمكن الاستشهاد بقول الشاعر «انهضي يا أمتي لهذا الشعب ناصري، بجرم العروبة انذبح يا بعثي أو ناصري». ورغم أن الدولة الإيرانية تمنع ترويج الكتب والمطبوعات العربية في الأحواز؛ بسبب الحصار الشديد الذي تطبقه على الشعب بأكمله، إلا أن المد القومي العربي عرف سبيله إلى هذا السجن الكبير.وتشهد الوقائع والأحداث حجم الثمن الذي دفعه الأحوازيون بسبب توتر العلاقات الإيرانية – العربية، وإذا أغلقت سفارة إيران في عاصمة عربية، أو استاءت إيران من موقف دولة عربية أخرى، أو تصريح لأحد المسؤولين العرب بقوله «الخليج العربي» – مثلاً – يدفع الشعب العربي الأحوازي ثمن هذا الاستياء. وعلى الرغم من جميع المحاولات الإيرانية اليائسة لمحو الهوية العربية الأحوازية، ظل الشعب الأحوازي يعتز بانتمائه ويتفاعل مع كل ما يحدث في العالم العربي، ويقدّم القرابين على مذبح العروبة المرفوضة من العنصرية الفارسية بنزعتها الشوفينية والتوسعية وكراهيتها المفرطة لكل ما هو عربي.