جدة – طلال عاتق، رنا حكيم نأمل أن يحقق اجتماع جنيف2 الوقف الفوري لإطلاق النار في سوريا. قال وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، إن المملكة ليس لديها أي محظور في تقديم الدعم والمساندة للسوريين، وأوضح أن ما يتوقف عنده هذا الدعم هو ما تتوقف عنده رغبة الشعب السوري، معتبراً أن الرياض تقف مع الشعب السوري بكل معنى الكلمة سياسياً ومادياً لأنه شعب مصاب بكافة أنواع البلاء. وشدد الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمرٍ صحفي أمس في مقر وزارة الخارجية بجدة في حضور نظيره الهندي سلمان خورشيد، على انحياز المملكة لإرادة الشعب السوري، مضيفاً أن السوريين عبَّروا وبكل جلاء عن رغبتهم في ألاَّ يكون لبشار الأسد أو غيره مَنْ تلطخت أياديهم بدماء الشعب دور في سوريا مستقبلاً. مناقشة اجتماع جنيف 2 وبيَّن أن لقاءه أمس بنظيره الهندي بحث الأزمة السورية في ظل التطورات والمستجدات الدولية وفي ضوء الدعوة لعقد اجتماع دولي لمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف لإيجاد حل سياسي للأزمة، وقال «نأمل أن يحقق المؤتمر المزمع الوقف الفوري لإطلاق النار وأن يستجيب لتطلعات وآمال الشعب السوري في انتقال آمن للسلطة». وتابع أن المملكة تشدد من جانبها على محتوى البيان الصادر عن اجتماع «أصدقاء سوريا» الأخير في عمّان، والذي اعتبر أنه لا يمكن أن يكون لبشار الأسد ونظامه والمقربين منه ممن تلوثت أياديهم بدماء الشعب السوري أي دور في مستقبل سوريا مع ضرورة منح الحكومة الانتقالية صلاحيات واسعة تمكنها من إدارة شؤون البلاد وإعادة أمنه واستقراره. ونبَّه إلى اعتقاد المملكة بضرورة استمرار دعم المعارضة السورية الممثلة في الائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، وتمكين السوريين من الدفاع عن أنفسهم أمام آلة القتل الشنيعة للنظام «التي لا تُبقي ولا تذر» حسب تعبيره، مع استمرار المساعدات الإنسانية وتكثيفها للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها المهاجرون والنازحون. رفض التهديدات الإيرانية في سياقٍ آخر، أعرب وزير الخارجية عن أسفه الشديد لاعتماد إيران على لغة التهديد تجاه البحرين خاصة في ظل ظروف المنطقة المتأزمة، ورأى أن «الكلام بهذا الأسلوب يزيد التعقيد ويزيد فرص حدوث أخطاء ونزاع، والعقل يقول إنه في ظل المشكلات الكبرى فإن على الإنسان أن يكون أكثر حكمة وتبصر من ذي قبل، وألاَّ يزيد الوضع تأزماً برمي الوقود على النار، ولكن يحاول أن يُهدِّئ خصوصاً أن إيران دولة جارة ونحن نأمل أن يكون دورها ليس لإشعال النار ولكن لتهدئة الوضع وحفظ السلام، ونحن دون شك ليس لدينا أي أهداف ضد إيران». وأكد الفيصل أن اجتماعه أمس بوزير الخارجية الهندي ناقش الملف النووي الإيراني وخصوصاً مع عدم إحراز أي تقدم في المباحثات الأخيرة لمجموعة (5+1) الساعية إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة يكفل لإيران ودول المنطقة الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وشدد الفيصل على تنبيه المملكة إلى خطورة هذا الملف على أمن المنطقة وضرورة استجابة إيران للجهود الدولية الجادة وإزالة الشكوك الإقليمية والدولية حيال سلامة برنامجها النووي مع التأكيد على خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من جميع أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية خصوصاً وأن المنطقة تُعد من أكبر بؤر التوتر في العالم كما أن التاريخ يشهد بأنه لم يدخل سلاح للمنطقة إلا وتم استخدامه. علاقات قوية ووصف وزير الخارجية العلاقات بين المملكة والهند ب «القوية»، وذكَّر أنها أخذت منعطفاً تاريخياً مهماً خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى الهند عام 2006 والتوقيع على «إعلان نيودلهي» بين البلدين ثم زيارة رئيس وزراء الهند، الدكتور مانموهان سينغ، إلى المملكة عام 2010. وعدَّ أن الارادة السياسية لدى البلدين اجتمعت على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والدفع بها إلى آفاق أرحب وتعزيزها في عديد من المجالات. وقال إن «هذا ما تم بالفعل من خلال الزيارات المتبادلة على مستوى الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال والأكاديميين ورجال الإعلام والمستويات الأخرى، ونتج عنها التوقيع على عديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في عديد من مجالات التعاون المشترك وبما يخدم المصالح المتبادلة لشعبي وحكومتي البلدين، وفي لقائنا هذا استعرضنا هذه العلاقات من جميع جوانبها وضرورة استمرار الدفع بها وتطويرها على نفس النهج والوتيرة». النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي ولفت وزير الخارجية إلى أن اجتماع أمس ناقش أيضاً النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وأشاد بموقف الهند المؤيد للحقوق الفلسطينية المشروعة وتصويتها إلى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعطاء فلسطين صفة عضو مراقب في الأممالمتحدة. وأكد أن وجهات النظر متطابقة بين المملكة والهند حيال ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم والشامل وفق مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة الأطراف والقابلة للحياة على حدود 1967. ونوّه الفيصل بالتعاون البنَّاء بين المملكة والهند في مجال مكافحة الإرهاب، وذكر أنه أسهم في دعم الجهود الدولية القائمة لمحاربة هذه الآفة الخبيثة واجتثاثها من جذورها. من جانبه، وصف وزير خارجية الهند المباحثات مع الأمير سعود الفيصل ب «الناجحة»، وتطرق إلى القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات المتميزة بين المملكة وبلاده، مشيراً إلى أن هذه العلاقات في تقدم دائم لكل ما يخدم العلاقة بين البلدين. إجراءات تصحيح العمالة الوافدة تخدم الصالح العام وزير الخارجية رداً على أسئلة الشرق: نبذل جهوداً تتعلَّق بالسجناء السعوديين في العراق ولن نتحدث عن تفاصيلها أكد وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، أن المملكة تبذل عبر سفارتها في الأردن جهوداً كبيرة مع الجانب العراقي تتعلق بأوضاع السجناء السعوديين في العراق، ورفض الخوض في تفاصيل هذا الموضوع «حتى لا يؤثر الحديث عنها سلباً على الجهود المبذولة» على حد قوله، متمنياً أن تؤتى تلك المباحثات ثمارها المرجوَّة. وقال الأمير سعود الفيصل، في رده خلال مؤتمر صحفي أمس في جدة حضره نظيره الهندي على سؤال ل «الشرق» عن وضع العمالة الهندية في المملكة، إن الاجراءات التي اتبعتها المملكة لا بد وأن تكون في الصالح العام لأن العامل الذي لا يحمل أوراقاً رسمية سيظل تحت رحمة الشخص الذي أتى للعمل لديه، مضيفاً أن تعديل أوضاع العمالة سيسفر عن حملها أوراقاً رسمية وسيساعدها على إيجاد وظيفة محلية تسمح لها بمزاولة عملها والبقاء في البلاد. وأكمل «أما من لا يحملون أوراقاً نظامية فسيعودون لبلادهم دون اتخاذ أي إجراءات رسمية ضدهم، وهذا الإجراء هو الأكثر الأماناً»، وأشار إلى أن العبرة في سرعة التنفيذ وأنه سيُؤخذ بعين الإعتبار المصلحة العامة ومصلحة العامل على حدٍ سواء، معتبراً أن فترة التصحيح الممنوحة من قِبَل السلطات السعودية ستعطي فرصة أكبر لمن يريد العمل في المملكة سواءً من القدامى الموجودين قبل عدة سنوات أو من القادمين الجدد. الزميل طلال عاتق يطرح سؤاله على وزير الخارجية