طالبت دمشق الجامعة العربية اليوم الجمعة ب "الاعتذار" والغاء كل قراراتها المتعلقة بسوريا قبل النظر في اي دور يمكن ان تؤديه لحل النزاع في البلاد، وذلك في تصريحات لوزير الاعلام السوري عمران الزعبي. وقال الزعبي "أن محاولة بعض الانظمة العربية للبحث عن دور لها في سوريا عبثية وغير ممكنة وعلى الجامعة العربية ان تلغي كل قراراتها بحق سوريا وتعتذر علانية من الشعب السوري وحكومته ثم ننظر بالامر"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية (سانا). ويأتي الموقف السوري غداة إعلان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا الاتفاق على عناصر لم تحددها، من شأنها المساهمة في انجاح المؤتمر الدولي لحل الازمة السورية المتوقع عقده في حزيران/يونيو المقبل بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة، وذلك بناء على مبادرة من موسكو وواشنطن. غير ان مسؤولين شاركوا في اجتماع اللجنة في القاهرة امس، اشاروا الى ان الاقتراحات تشمل تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة وارسال قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة الى سوريا "لضمان الاستقرار خلال المرحلة الانتقالية". وسبق للجامعة العربية أن بادرت خلال القمة العربية التي عقدت في الدوحة في آذار/مارس الماضي، الى منح مقعد دمشق الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، والذي شغر منذ تعليق عضوية سوريا في الجامعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وأعلنت دمشق في نيسان/ابريل انها ستتعامل مع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بصفته مبعوثا للأمم المتحدة فقط، معتبرة أن الجامعة العربية "طرف في التآمر" على سوريا. واعتبر الزعبي أن الجامعة في ظل غياب بلاده عنها "مؤسسة خائبة تحتاج إلى إعادة النظر بأساسها السياسي والقانوني والميثاقي". وأعرب الوزير السوري عن عدم ثقة بلاده "نهائيا" ببعض اعضاء الجامعة مشيرا الى انه "لا دور لهم الان او مستقبلا" للمشاركة في ايجاد حل للنزاع السوري. ويتهم النظام السوري دولا غربية وعربية بينها السعودية وقطر، في توفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الذين تصنفهم دمشق "ارهابيين". وأدى النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011 الى مقتل اكثر من 94 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. أ ف ب | دمشق