طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية جورج صبرة الأربعاء المجتمع الدولي بفتح "ممر انساني" الى مدينة القصير الواقعة في محافظة حمص في وسط سوريا والتي تتعرض منذ أيام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني. كما دعا مجلس الأمن الدولي ، إلى عقد "اجتماع طارىء" للبحث في الوضع في المنطقة. وقال صبرة في بيان وزع اليوم "نطالب المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لانقاذ الجرحى وإدخال الدواء والغوث الى خمسين ألف محاصر" في منطقة القصير ومحيطها. وأضاف "منذ أيام، تقوم قوات قادمة من خارج سورية بمشاركة قوات النظام السوري، بقصف لا سابق له لمدينة القصير (…) يهدف إلى تدمير المدينة تدميرا كاملا ووضع جسم غريب في الطريق الرئيسي الواصل بين جنوب سورية وشمالها". وتابع "منذ أشهر، وفي هذه اللحظات أيضا، تتدفق نحو سوريأ قوات غازية، قوامها خبراء القتل الإيرانيين وميليشيا حزب الله اللبناني، ترفع شعارات طائفية بغيضة تؤسس لصراع طائفي ممتد وعابر للحدود". وطالب مجلس الأمن الدولي "بعقد اجتماع طارئ، وأن يتجاوز القلق الى الفعل، فبلادنا تنتهك حدودها وسيادتها وحياة مواطنيها". كما دعاه إلى "أن يقف موقفا على مستوى خطورة الحدث وهو احتلال بلد الحضارة الأولى وقمع الشعب الذي يقاتل من أجل الحرية والديمقراطية، على يد أكثر الأنظمة والتنظيمات تعصباً وطائفية وإرهابا وكرها للحرية والتحرر". وطالب صبرة الدول العربية والأمانة العامة للجامعة العربية ب"وقفة تليق بالحدث الجلل"، محذرا من أن "ما يفعله الغزاة سيؤدي إلى اشعال حريق طائفي يخرب العلاقات بين دول المنطقة وشعوبها". وتوجه صبرة إلى اللبنانيين قائلا أن "النظام السوري وحزب الله ونظام الملالي في إيران يكذبون حين يقولون أنهم يدافعون عن إخوتنا الشيعة السوريين، وأن مقام السيدة زينب معرض للخطر، فهذا المقام موجود في سورية منذ أكثر من 1300 عام يرعاه السوريون، كل السوريين، بحدقات عيونهم". وأضاف "النظام والحزب وإيران يبيعونكم الوهم حين يقولون إن سقوط القصير يعني نهاية الثورة السورية.. فالثورة السورية لن تنتهي إلا بإسقاط نظام القهر والإستبداد وتحقيق السوريين لحريتهم كاملة". وأكد أن "إيران وأتباعها واستطالاتها الأمنية والسياسية" لن يستطيعوا "قتل الربيع العربي ومنع امتداده الى المحيط الأوسع". ودعا الدولة اللبنانية إلى "ان تعمل على احترام سيادة الدولة السورية وحرمة حدودها حتى يستمر السوريون باحترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه". ولا تملك الدولة اللبنانية أي قدرة على فرض قرارها على حزب الله. وتوجد في لبنان اليوم حكومة مستقيلة تصرف الاعمال، فيما لم يتمكن رئيس الحكومة المكلف المتحالف مع "قوى 14 آذار" المناهضة لحزب الله من تشكيل حكومة جديدة بعد شهرين من تعيينه بسبب الانقسام الحاد بين القوى السياسية اللبنانية على خلفية الوضع السوري. ويملك حزب الله ترسانة ضخمة من السلاح. واعلن الامين العام للحزب حسن نصرالله اخيرا ان "اصدقاء" النظام السوري لن يسمحوا بسقوطه، واقر بمشاركة قواته في القتال الى جانب النظام في القصير ومقام السيدة زينب قرب دمشق. وتستمر المعارك داخل مدينة القصير التي دخلت قوات النظام السوري إلى أجزاء منها منذ الأحد الماضي. وأفيد عن مقتل أكثر من مئة شخص في المعارك في غضون ثلاثة أيام، معظمهم من المقاتلين من الجانبين. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان أنعدد المدنيين الموجودين في المدينة يقارب ال25 الفا. (ا ف ب) | بيروت