اعتبرت المعارضة السورية، أن حزب الله يقاتل بجانب نظام الرئيس بشار الأسد، في إطار قرار إيراني لبقاء الأسد على سدة الحكم أكبر قدر من الوقت. وقال الناطق بلسان المعارضة وقوى الثورة في سورية الدكتور وليد البني ل"الوطن" أمس، إن طهران ما تزال تشارك في سفك دماء السوريين عبر الزج بقوى حزب الله في معارك سورية، بمال وسلاح إيراني، وبرجال من مقاتلي حزب الله اللبناني. وكانت "الوطن" كشفت عدة مرات عن مشاركة مقاتلين لحزب الله، في المعارك إلى قوات النظام، آخرها الكشف عن دخول أكثر من 1200 مقاتل للأراضي السورية عن طريق البحر، في خطوة تلت قطع الجيش الحر لطرق الإمداد البرية في وجه مقاتلي الحزب، الذين يوفر لهم النظام غطاء جويا لتنفيذ ما تسميه قوات النظام ب"عمليات تحرير حمص"، التي تأخذ موقعا استراتيجيا بالنسبة للنظام، لمحاذاتها الحدود اللبنانية من جهة الشرق. وأضاف البني "واضح جدا أن المعارك التي يقوم بها مقاتلو حزب الله في مواجهة الشعب السوري، ومن هذا المنطلق يتضح أن توجيهات إيرانية صدرت من طهران، بإطالة عمر النظام مهما كلف الأمر، وبهذا تكون إيران احتفظت بأقوى حلفائها في المنطقة، أكبر قدر من الوقت". وعدّت المعارضة إطالة عمر النظام بقدر "كل أسبوع يعني قتل ألف سوري". وعاد الرجل ليطالب بضغط سياسي عربي على موسكووإيران، بأن مصالحهما لن تكون على حساب الشعب السوري. واعتبر البني المعركة في سورية، وإن كانت غير متكافئة في المعادلة العسكرية، إلا أن ذلك لن يثني الشعب السوري عن رغبته في الخلاص من هذا النظام "المجرم"، ومن هنا طالب البني بضرورة معادلة الكفة العسكرية لفرض أمر واقع على النظام الذي يفاجئ العالم بمجازر يومية، ولا يتوانى من استخدام كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، في ظل صمت المجتمع الدولي على حمام الدم الذي يجري في سورية. ميدانيا، تصدى الجيش السوري الحر أمس لمحاولات اقتحام ثلاث قرى في ريف حمص الجنوبي وهي السلومية وعش الورور وكمام من قبل قوات النظام و"حزب الله" ودارت اشتباكات عنيفة تمكن خلالها الجيش الحر من تدمير دبابة بصاروخ ميتس مضاد للدروع. وشوهدت جثث لقتلى الحزب وشبيحة النظام بأعداد كبيرة على الأرض، ولم يستطيعوا سحبها. كما تصدى الجيش الحر لهجمات "حزب الله" في ريف القصير وشن مقاتلو المعارضة هجمات جديدة، حيث ترددت معلومات عن مقتل حسن صباح حبيب القيادي في قوات النخبة بحزب الله. تتواصل المعارك العنيفة في منطقة القصير بمحافظة حمص الواقعة قرب الحدود اللبنانية. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن: إن "القوات النظامية السورية تقود المعركة على الجبهتين الشمالية والشرقية في منطقة القصير، في حين يخوضها حزب الله على الجبهتين الجنوبية والغربية" القريبتين من الحدود. وبحسب عبدالرحمن، فإن استعادة مدينة القصير أصعب من السيطرة على البلدات المحيطة بها بسبب "المقاومة الضروس للمقاتلين الذين يتمتعون بمعنويات مرتفعة". وأضاف "هم مستعدون للموت في الدفاع عنها، ولا يمكن القوات النظامية استعادتها إلا في حال دمرتها بالكامل". وبحسب المرصد والمعارضة السورية، تعتمد القوات النظامية في معركة القصير على مقاتلين من النخبة في حزب الله، في حين يؤكد الحزب إن عناصره الموجودين بسورية هم من اللبنانيين الشيعة المقيمين في قرى حدودية داخل الأراضي السورية يقطنها لبنانيون.