نظّم مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالتعاون مع جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية أمس الإثنين، جلسات نقاش لعدد من الأبحاث العلمية الطبية في مختلف المجالات، بحضور ومشاركة عديد من المهتمين بالبحث العلمي وممارسين صحيين في قاعة سمير بن حريب بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض. واستهلت الجلسات بمناقشة بحث «الأخلاقيات المتعلقة بمشاركة الأطفال في البحوث الطبية من منظور إسلامي»، المقدم من عبدالله القحطاني – ماجستير الأخلاقيات الطبية الحيوية، ناقشه كل من البروفيسور جمال الجار الله أستاذ طب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، والبروفيسور عبدالرحمن الفريح أستاذ طب الجهاز التنفسي للأطفال، والشيخ الدكتور هاني الجبير القاضي والمفتش في مجلس القضاء الأعلى، حيث تناول عرضاً للبحث بشكل موجز وأبرز النقاط الأساسية له، واستعرض المبادئ الأساسية لأخلاقيات إجراء البحوث على الإنسان وهي: احترام الأشخاص، الإحسان وعدم الإيذاء، والعدالة. واشتمل العرض على تعريف بالطفل، ثم أهمية إجراء البحوث على الأطفال، وإشكاليات إجراء البحوث على الأطفال، وتحديد الحد الأدنى من المخاطر. وفي بداية جلسة النقاش للبحث طالب البروفيسور جمال الجار الله، بأن يعاد النظر في الفتوى القاضية بعدم جواز إجراء الأبحاث على الأطفال، وذلك لأهمية هذا الإجراء في الكشف عن عديد من الأمراض وإيجاد علاج لها. وأكد البروفيسور جمال الجار الله أهمية إشراك الأطفال في الأبحاث بشرط عدم إلحاق الضرر والأذى بهم، وذلك للمصلحة العامة، ولابد من دعم هذا التوجه بحدود تضمن عدم الإضرار بالأطفال الذين تُجرى عليهم تلك الأبحاث. ولفت الجار الله إلى أنه لا يجوز إغراء الطفل بالمال في مجال الأبحاث وهو من المنافي لأخلاقيات الأبحاث، وذلك لما فيه من استغلال لحاجة الطرف المخضع للبحث، وتعريضه للخطر، مشيراً إلى أن أصل الإغراء المنع، لذلك لا يحق للباحث أن يستغل حاجة المحتاجين عن طريق الإغراء المادي. من جهته، طالب البروفيسور عبدالرحمن الفريح خلال جلسة النقاش، بضرورة إعادة النظر في فتوى عدم جواز إجراء البحوث على الأطفال المعاقين، وذلك لأهمية إجراء الأبحاث عليهم للمصلحة العامة، مشيراً إلى أن الضغوط النفسية والبدنية والاجتماعية والمالية كبيرة على أفراد أسرة ذلك المعاق ومرهقة، لما لها من أثر سلبي على إخوته. وأكد البروفيسور الفريح أنه لابد من ضمان سلامة الأطفال نفسياً وجسدياً قبل إجراء البحوث عليهم وعدم إلحاق الضرر بهم، لافتاً إلى أن هناك أنواعاً للبحث، فمنها: ما يُجرى على الطفل دون الرابعة، وهناك ما هو فوق الرابعة، فيما هناك نوع له وقت معين لا يمكن إجراؤه في غير وقته. من جانبه، أوضح الشيخ الدكتور هاني الجبير، أن موافقة ولي أمر الطفل ضرورة شرعية لإجراء البحث عليه بشرط عدم إلحاق الأذى به جراء هذا البحث، وتناول تحديد سن البلوغ بحسب الشريعة الإسلامية، وضرورة الحفاظ على سلامة الطفل، ومتى يحق للطفل الرفض والتوقف عن إكمال البحث من منظور إسلامي. إلى ذلك، قدمت الدكتورة مآب محمود عز الدين والدكتورة نهى عابد الثقفي بحثاً بعنوان: «مسائل أخلاقية في طب الأم والجنين»، تناول تكوين الجنين ومسائل حول الإجراءات المسموح بها ولا تنافي أخلاقيات الأبحاث، والتدخلات الجراحية وخطرها على الأم والجنين، وتناولت جلسة النقاش من قبل الدكتور محمد البار والدكتور أحمد كردي عديداً من الجوانب المتعلقة بمسائل أخلاقيات البحث في طب الأم والجنين.