عندما كان أسلافنا يغطيهم الشعر قبل ستة أو سبعة ملايين عام في إفريقيا، كان ذلك الفرو حماية لجلد الإنسان القديم من أشعة الشمس، وبالتالي لم يكن الجين المسؤول عن إفراز الميلانين، وهي المادة التي تعطي اللون الأسود للبشرة، موجود في التركيب الجيني. ولكن الإنسان الأول فقد الكثير من فروه قبل 1.2 مليون سنة، الأمر الذي دفع بعملية التعرق للبدء بالتخلص من الحرارة الفائضة، وبدأ بالحركة بشكل أكبر وبالتالي ازداد تعرضه للشمس كما أشرت إلى ذلك بروفيسورة علم الإنسان في جامعة ولاية بنسلفانيا، نينا جبلونسكي . وبعد تكون مادة الميلانين في الجلد، ازداد هذا الجلد سوادا، وبذلك حل الجلد الأسود مكان الفرو في حماية الإنسان من أشعة الشمس وحرارتها. وقالت جبلونسكي إن الإنسان «عندما بدأ بالتحرك توجه إلى مناطق أكثر برودة مثل أوروبا، وبالتالي تناقصت حاجة الإنسان إلى الحماية الفائضة من أشعة الشمس، ولكن نقص التعرض لأشعة الشمس أدى إلى إصابة الإنسان بنقص في فيتامين د، الذي يحتوي على عديد من الفوائد. والآن بعد تقدم المدنية، أصبح الناس يقطنون المدن الكبيرة ولا يتعرضون للشمس بحكم مكوثهم داخل البيوت والأبنية العازلة، اشتكى الناس من نقص فيتامين (د) الذي يحتوي على عديد من الفوائد . ويعود السبب بالأصل إلى القدرة التي اكتسبها الإنسان القديم على التنقل للمناطق الباردة نتيجة تغير تركيبة الهيكل العظمي، فرب ضارة نافعة.