انعكس توصل حركتي فتح وحماس إلى اتفاق إيجابي خلال لقائهما الأخير في العاصمة المصرية القاهرة، على أجواء إحياء الذكرى ال65 للنكبة الفلسطينية، فتوحد الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية خلف العلم الوطني خلال مسيرات إحياء الذكرى وسط غيابٍ واضح للخطابات السياسية. وتوقفت التحركات والفعاليات أمس لمدة 65 ثانية في جميع المحافظات الفلسطينية، فيما تمركزت الفعالية الرئيسة أمام ضريح ياسر عرفات في رام الله، بالتزامن مع اقتحام نحو سبعين مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ضمن ما يسمى ب»فترة السياحة» وسط أجواء توتر شديد. في حين تجمع الغزيون في قطاعهم أمام مقر الأممالمتحدة وطالبوها بضرورة إلزام إسرائيل بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن اللاجئين الفلسطينيين، وهتف المشاركون في المسيرة ضد الانقسام ووصفوه ب»ممزق النسيجين الوطني والاجتماعي»، وطالبوا بإنهائه فوراً. وكان وفدا فتح وحماس اتفقا في القاهرة على تنفيذ بنود المصالحة الخمسة، وهي تشكيل الحكومة، وإجراء الانتخابات، والأمن، ومنظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة المجتمعية خلال ثلاثة أشهر. من جانبه، شدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير وعضو لجنتها التنفيذية على أن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية وأبرز عناوينها. وأضاف الدكتور زكريا الأغا أن «حكومة الاحتلال تسعى لتدمير حق العودة عبر مشاريع التوطين بدعم بعض الدول المعادية لشعبنا ولحقوقه المشروعة، التي كان آخرها محاولة إسقاط صفة اللاجئ الفلسطيني عن أبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجِّرُوا من ديارهم عام 48، وإنهاء دور الأونروا». وقال الأغا، في كلمة منظمة التحرير في ذكرى النكبة، إن الفلسطينيين لن يستسلموا لسياسة الأمر الواقع، وسيقفون بكل قوة لكل المساعي الإسرائيلية الرامية للالتفاف على حقوقهم، داعياً لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وترسيخها، ورأى أن جميع القوى الوطنية والإسلامية مدعوة لتحمّل مسؤولياتها تجاه إنجاز اتفاق المصالحة. بدوره، أبدى عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، تفاؤله بوضع حماس وفتح آليات وخطوات معينة بالتوقيتات والزمان لتنفيذ المصالحة، متمنياً أن يكون لقاء القاهرة فرصة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة. وأوضح خلال كلمة مثَّل خلالها القوى الوطنية والإسلامية أن الجميع يرفض الوطن البديل والالتفاف على حقوق اللاجئين.