أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية، بما فيها القدسالمحتلة، وقطاع غزة ولبنان، الذكرى ال 65 للنكبة، مؤكدين تمسكهم بحق عودة اللاجئين ورفضهم التنازل عن اي شبر من أرضهم، كما شددوا على ضرورة رأب الانقسام الوطني، وذلك غداة اتفاق في القاهرة بين ممثلين عن حركتي «فتح» و»حماس» على بدء تنفيذ اتفاق المصالحة في غضون ثلاثة اشهر. ورغم الانقسام الفلسطيني، وحدت الشعارات والهتافات التي رُددت في غزة مثلما في الضفة، بين الفلسطينيين الذين شددوا أولاً على قدسية حق العودة وعدم الحق في التنازل عنه. كما دعت البيانات الصادرة عن الفصائل الفلسطينية الى اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) العام 1967، واقتلاع المستوطنات وجدار الفصل العنصري، واطلاق الاسرى. وكما العادة، حمل اللاجئون خلال المسيرات المختلفة مفاتيح بيوتهم التي هُجروا منها، ووقف الفلسطينيون دقيقة صمت عندما انطلقت صافرة الحداد في الساعة 12 ظهراً في رام الله. وفي القدس، أحيا نحو 300 مقدسي ذكرى النكبة بمسيرة انطلقت من باب العامود باتجاه متحف روكفلر وتخللتها مواجهات بالحجارة، واستخدمت الشرطة فيها قنابل الصوت والغاز، وتم اعتقال 8 متظاهرين. كما اندلعت اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي قرب سجن «عوفر» العسكري الإسرائيلي قرب رام الله، وعند حاجز قلنديا في الطريق الى القدس، وأخرى بعد القاء زجاجة حارقة داخل جيب عسكري في قرية خرسا قرب الخليل، ما ادى الى اصابة جندييْن قبل ان تحترق السيارة بالكامل. كما شارك الآلاف في نابلس بإحياء ذكرى النكبة في مهرجان أقيم وسط المدينة. وكان لافتاً في المسيرات التي شهدتها الضفة، خصوصا رام الله، أن كثيراً من المشاركين هم من الفتية والفتيات الصغار الذين ورثوا الرواية عن آبائهم الذين ورثوها بدورهم عن الأجداد. وحمل هؤلاء أعلاماً فلسطينية ورايات سود وارتدوا ملابس سوداء تعبيراً عن الحداد. ووجه الرئيس محمود عباس خطاباً متلفزاً الى الشعب الفلسطيني في هذه المناسبة شدد فيه على الانتصار على المخطط الاسرائيلي الذي هدف الى محو هويته الوطنية وذاكرته. وقال: «انتصرنا على من أرادوا طمس هويتنا، وأنكروا حقوقنا، وحاولوا نزع الشرعية عنا... إذ لا توجد اليوم دولة في هذا العالم، بما فيه الولاياتالمتحدة، تنكر حقنا المشروع في إقامة دولتنا المستقلة على أراضينا التي احتلت عام 1967». وفي غزة أيضاً، أحيا الفلسطينيون ذكرى النكبة بمسيرة ومهرجان مركزي نظمته اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى ال 65 للنكبة، غير أن المشاركة الجماهيرية في المسيرة كانت ضعيفة، ربما بسبب اليأس والإحباط الناجمين عن استمرار الانقسام السياسي واستفحاله، فاقتصرت المشاركة على آلاف عدة من الناشطين في فصائل منظمة التحرير وحركتي «حماس» و»الجهاد». وفي موضوع المصالحة، اعلنت مصادر متطابقة ان مسؤول ملف المصالحة في «فتح» عزام الاحمد ونظيره في «حماس» موسى ابو مرزوق اتفقا ليل الثلثاء - الأربعاء خلال اجتماع في مقر المخابرات المصرية في القاهرة، على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم انتخابات متزامنة، وهما نقطتان أساسيتان في اتفاق المصالحة. وقال الأحمد لإذاعة «صوت فلسطين»: «يتعين علينا اتخاذ إجراءات فورية للموافقة على القانون الانتخابي للمجلس الوطني الفلسطيني، بالإضافة الى تحديد موعد للانتخابات»، مضيفاً: «قلنا إنه يجب تنفيذ الإجراءات كافة في غضون ثلاثة أشهر». وأكد الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري لوكالة «فرانس برس» إنه تم الاتفاق بين الحركتين على «إنجاز جميع ملفات المصالحة خلال ثلاثة أشهر، بما فيها حكومة الوحدة الوطنية والتحضير لإنجاز ملف الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني». من جهته، قال أمين سر المجلس الثوري ل «فتح» أمين مقبول انه «تم الاتفاق على تأجيل إصدار المرسومين» اللذيْن يفترض أن يصدرهما الرئيس محمود عباس في شأن تشكيل الحكومة واجراء انتخابات تشريعية، مضيفا: «ما تم الاتفاق عليه هو استمرار المشاورات لانجاز القوانين الخاصة بالانتخابات بما لا يزيد عن ثلاثة اشهر حتى يتسنى للرئيس اصدار مرسومين للانتخابات وتشكيل الحكومة».