انهارت في الخرطوم مباحثات أمنية مع جوبا لعدم التوصل لاتفاق بشأن عملية الدعم والإيواء لمعارضي البلدين، في وقتٍ أعلنت الحكومة السودانية استعدادها لمعركة أسمتها بالفاصلة مع التمرد، ورفعت درجة الاستنفار إلى 100 % وسط القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. وفشلت الاجتماعات التى لم تستغرق سوى 5 ساعات فقط بسبب تباعد وجهات النظر بشأن عدد من النقاط التي وضعتها الخرطوم على طاولة التفاوض. ووقع البلدان في يوليو 2012 مجموعة من الاتفاقات ثم أردفاها باتفاق آخر في مارس الماضي أُطلِقَ عليه اسم «المصفوفة» وتم بموجبه إعادة تصدير نفط الجنوب عبر منشآت الشمال. وقال عضو اللجنة السياسية الأمنية المشتركة عن الجانب السوداني، المعز فاروق، إن حكومته أبلغت وفد الجنوب أن لديها وثائق وأدلة تؤكد دعم جوبا للجبهة الثورية في هجومها على مناطق أم روابة وأبوكرشولا والله كريم. وأوضح فاروق، في بيانٍ إعلامي أمس، أن المباحثات ستتواصل بشأن الترتيبات الأمنية ومن المرجح عقد اجتماع في جوبا في 22 مايو الجاري. من جانبه، اعتبر رئيس وفد دولة الجنوب، ماج بول، أن الحكومة السودانية تتحدث عن الدعم دون وجود أدلة تثبت ذلك، وأضاف أن بلاده تعتزم المضي قدماً في اتفاق التعاون «لكن عدم وجود الثقة من الطرف الآخر يجبرنا على عدم وضع حلول جذرية لعملية الإيواء»، حسب قوله. وأعرب عن انزعاجه من التقارير الإعلامية التي تحدثت عن دعم جوبا للجبهة الثورية (تحالف الجيش الشعبي والحركات التي تقاتل الحكومة في دارفور). وبحسب مصدر تحدث ل «الشرق»، فإن الاجتماعات التي استمرت يومين في الخرطوم وصلت إلى طريق مسدود، وتوقع المصدر تدخل الوساطة الإفريقية لتقريب وجهات النظر وإنقاذ اتفاق التعاون من الانهيار. إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية السودانية أمس الأول، الثلاثاء، القائم بالأعمال البريطاني والقائم بالأعمال الأمريكي والسفير النرويجي كلاً على حدة. وقدم وكيل الوزارة، السفير رحمة الله محمد عثمان، شرحاً بشأن دعم دولة جنوب السودان لمتمردي الجبهة الثورية. وقال الوكيل إنه قدم للسفراء شرحاً لما ثبت من دعم جمهورية جنوب السودان للحركات المتمردة التي هاجمت مؤخراً منطقتي أم روابة وأبوكرشولا، وأكد رفض الحكومة لمثل هذا العمل العدائي والذي من شأنه التأثير سلباً على العلاقات بين البلدين والتهديد المباشر للجهود المبذولة حالياً للتطبيع وتطبيق الاتفاقيات الموقعة. وطبقا للوكيل، فإن السفراء أعربوا عن تقديرهم للجهود التي تبذلها الحكومة من أجل الاستقرار بين الدولتين، بجانب تأكيد رغبتهم في التواصل مع دولة جنوب السودان للكف عن تلك الأعمال لضمان سير عملية السلام. وفي سياق ذي صلة، أعلن والي ولاية الخرطوم، الدكتور عبدالرحمن الخضر، تدافع المجاهدين بالمئات إلى مقر منسقية الدفاع الشعبي طالبين الذهاب لتحرير أبوكرشولا. وطبقاً لتقارير إعلامية، فإن السودان يرتب لمعركة فاصلة مع متمردي الجبهة الثورية وإن جميع الضباط والأفراد في الجيش والقوات النظامية الأخرى تم استدعاؤهم للخدمة ورفع درجة الاستعداد إلى 100%.