جددت الحكومة السودانية اتهامها لدولة جنوب السودان باستمرار إيواء ودعم مسلحي الجبهة الثورية على أراضيها في خطوةٍ من شأنها إعادة تعكير الأجواء بين البلدين بعد أن شهدت الأسابيع الماضية هدوءاً نسبياً. وقال جهاز الأمن السوداني، في بيانٍ صحفي أمس الأحد، إن جوبا دعمت المتمردين ضد الخرطوم عقب اتفاق التعاون بين البلدين بأعدادٍ من سيارات الدفع الرباعي، سُلِّمَت مؤخرا لحركة «مني أركوي مناوي» ومسلحي الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال). وأضاف البيان أنه يجري حالياً تسليم أعداد أخرى من السيارات لحركة العدل وقائد الجبهة الثورية السودانية، عبدالعزيز الحلو. وذكر جهاز الأمن السوداني أن الدعم شَمِل توفير كميات من الأسلحة والذخائر، واستمرار عمليات التدريب في معسكرات راجا وطمبرة ومناطق نيم وفارينق في ولاية الوحدة في مسعى لتكوين قوة مسلحة والدفع بها إلى داخل السودان، وهو ما تم مع القوات التي هاجمت مناطق أم روابة وأبو كرشولا مؤخرا. وقال البيان إن الدعم شمل أيضا توفير الوقود وفتح مستشفيات عسكرية داخل أراضي الجنوب لاستقبال جرحى المتمردين السودانيين. ووفقاً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، فإن حكومة جنوب السودان استخرجت وثائق سفر اضطرارية لعددٍ من جرحى حركات التمرد ممَن تم إخلاؤهم من جنوب كردفان، ونقلتهم إلى مستشفيات في بعض الدول الإفريقية، بالإضافة إلى تخصيص منازل في بعض أحياء العاصمة جوبا لاستضافة قادة ميدانيين وعسكريين من حركات دارفور وقطاع الشمال. واتهم بيان جهاز الأمن مسؤول الاستخبارات في الجيش الشعبي (جيش دولة الجنوب)، الفريق ماج بول، بالإشراف على عمليات إمداد قوات الحركة الشعبية (شمال) بالأسلحة والذخائر عبر منطقة الجاو الواقعة على الحدود بين ولايتي الوحدة وجنوب كردفان. ودعا جهاز الأمن السوداني حكومة الجنوب إلى الكف عن التورط في دعم المتمردين السودانيين باعتبار أن ذلك يهدد سير تنفيذ جميع اتفاقيات التعاون المشترك بين الخرطوموجوبا، ويعيد الدولتين إلى مربع الحرب.