الدمام – محمد ملاح عشرون طالباً سعودياً مبتعثون للدراسة في فرنسا كشف السفير الفرنسي لدى السعودية براتران بزانسنو، عن تشكيل لجنة سعودية – فرنسية مشتركة لبحث المشاريع في مجال الطاقة النووية، متوقعاً أن تباشر هذه اللجنة أعمالها خلال الفترة بين يونيو وسبتمبر المقبلين، مؤكداً امتلاك بلاده خبرات كبيرة في مجال توليد الطاقة النووية، وقال: «تعدّ فرنسا الأولى في العالم في مجال توليد الطاقة الكهربائية المتولدة من الطاقة النووية»، لافتاً إلى وجود تعاون مشترك بين الشركات الفرنسية المتخصصة في الطاقة النووية مع مدينة الملك عبدالله للطاقة للذرية والمتجددة. وأكد بزانسنو أن شركة توتال الفرنسية أنهت أعمالها الأولية ما قبل التشغيل، فيما يُنتظر أن يبدأ التشغيل الفعلي للشركة نهاية العام الحالي 2013. وأكد السفير في تصريحات له عقب لقاء الوفد التجاري الفرنسي رجال أعمال المنطقة أمس في مقر الغرفة الرئيس بالدمام، وجود مفاوضات على أعلى المستويات مع المملكة للتعاون في المجال النووي، مشيراً إلى قيام وزير الطاقة الفرنسي بزيارة السعودية مرتين للتباحث في هذا المجال، لافتاً إلى «حرص فرنسا على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع السعودية في جميع المجالات الاقتصادية»، معلناً مشاركة مسؤولي نحو أربعين شركة صغيرة ومتوسطة في قطاع الطاقة النووية وقطاعات مختلفة، الوفد الفرنسي الزائر لمقر غرفة الشرقية. وشدد خلال اللقاء الذي ضم شركات متخصصة في الطاقة النووية والشمسية والهندسة والبناء والصيانة الصناعية وأنظمة التبريد والمعدات الهيدروليكية للمناولة والرفع والاستشارات والخدمات الهندسية والبحوث وأنظمة البيئة وإدارة المشاريع والأدوات الكهربائية، على ضرورة تطوير الشراكات بين الشركات السعودية ونظيرتها الفرنسية في المجالات كافة، سواء النقل أو الطاقة، داعياً إلى تكريس الشراكات بين البلدين في جميع المشاريع الضخمة في السعودية، لافتاً إلى «وجود اهتمام كبير من الجانب الفرنسي للتعاون مع المملكة»، ومشيراً إلى أن الزيارة الرسمية المقررة لرئيس فرنسا فرانسوا هولاند، للمملكة خلال يونيو المقبل تدلل على اهتمام فرنسا بالشراكة مع السعودية. وأشار السفير إلى أن باريس استقبلت في شهر أبريل الماضي حدثاً كبيراً، بمشاركة أكثر من مائتي شركة سعودية، وأكثر من 450 شركة فرنسية، ما يدل على اهتمام من الحكومة والشركات الفرنسية على التعاون مع المملكة ومع الشركات السعودية. وبشأن مساهمة فرنسا في تدريب الكوادر البشرية السعودية، أوضح أن بلاده اقترحت ابتعاث أكثر من عشرين طالباً للدراسة في فرنسا، مضيفاً أن المفاوضات مع جامعة الملك فهد للبترول المعادن لاتزال قائمة للاتفاق على المجالات المقترحة وغيرها من التفاصيل الأخرى، مؤكداً أن الطلبة المزمع تدريبهم في فرنسا يمثلون الدفعة الأولى من مشروع التدريب. وبلغ حجم التجارة البينية بين السعودية وفرنسا 8.7 مليار يورو في عام 2012، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 13% مقارنة بالعام السابق. وفي عام 2012 بلغت قيمة الواردات السعودية من فرنسا 3.2 مليار يورو، في حين شكلت الصادرات السعودية إلى باريس 5.5 مليار يورو، وكانت أكثر من سبعين شركة فرنسية نشطة في السوق السعودية باستثمارات تقدر بنحو 15 مليار دولار. ودعا السفير الشركات الفرنسية للدخول في شراكات استراتيجية مع الشركات السعودية للاستثمار في القطاع الصناعي داخل فرنسا أو الدخول في استثمارات مشتركة سواء في السعودية أو خارج البلدين، مشيراً إلى استعداد الشركات الفرنسية للدخول في مشاريع مشتركة في القطاع الصناعي والأمني والتدريب وعديد من المجالات، لافتاً إلى أن فرنسا تعدّ البلد الثالث من حيث حجم الاستثمارات في المملكة.