حذَّرت فصائل فلسطينية من استمرار الانقسام بين حركتي فتح وحماس اللتين تتحاوران حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، وقالت قيادات من الفصائل، في أحاديث منفصلة ل «الشرق» في الذكرى ال 65 للنكبة التي تصادف اليوم، إن «الانقسام أخطر من مجازر العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين الذين طُرِدُوا من بيوتهم عام 1948». وعدَّ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الدكتور أحمد المدلل، أن الفلسطينيين يعيشون حتى اللحظة آثار نكبة 48 التي لم يضع المسلمون والعرب حداً لها، وانتقد التسويات السياسية التي يسعى بعض الفلسطينيين إلى تحقيقها، مبيناً أنها منحت إسرائيل شرعية الإمعان في الإجرام ضد الأرض والأسرى داخل السجون وضد المقدسات وخاصة مدينة القدس. ورأى المدلل أن الانقسام هو النكبة الكبرى التي تمثل الظلام الأسود في تاريخ القضية، مؤكداً أن فلسطين لن تتحرر بوجود الانقسام ومتهماً حماس وفتح بعدم توفير النية الصادقة لإنهاء الانقسام. وشدد على أن المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيدة التي يمكن أن تعيد فلسطين التاريخية لأصحابها الأصليين بعيدا عن المفاوضات. من ناحيتها، اعتبرت حماس، في بيانٍ لها وصل «الشرق»، أن حقّ العودة لا يسقط بالتقادم، مؤكدة حرصها على استعادة الوحدة الوطنية وفقاً لقاعدة التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية، ومطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس وحركة فتح والفصائل الفلسطينية بمباشرة إنجاز ملفات المصالحة رزمة واحدة وفق ما تمَّ التوصل إليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة. وفي المقابل، ترى عضو اللجنة المركزية لفتح، الدكتورة أمال حمد، أن الوقت حان لإنهاء الانقسام وأن على المتحاورين في هذه الأوقات في القاهرة الخروج بخطوات عملية على أرض الواقع والبدء في تنفيذها. وأشارت إلى أنه من المؤسف أن يصبح الفلسطينيون منشغلين بالتفكير في إنهاء الانقسام بدلاً من مواجهة إسرائيل. وعلقت حمد أملاً كبيراً على الأجيال القادمة بحمل راية القضية الفلسطينية وصولاً لتحقيق العودة إلى البلدات والمدن الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مؤكدة أن حركتها لن تسجل أي تنازل عن حق العودة ومشيرة إلى أن حقوق الفلسطينيين مكفولة بالقوانين الدولية. وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فإن عدد الفلسطينيين عام 1948 كان 1.37 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2012 بحوالي 11.6 مليون نسمة، ما يعني أن عددهم في العالم تضاعف ثماني مرات ونصف منذ أحداث نكبة 1948.