الدمام – جابر اليحيوي الرشيدي: الثقافة المجتمعية الخاطئة لدى البعض لها تأثير مباشر في وقوع الحوادث المرورية. الزهراني: نسبة كبيرة من الحوادث المرورية يرتكبها مراهقون والأسرة هي المرجع الأول. كشف آخر تقرير إحصائي للإدارة العامة للمرور، الذي انفردت به «الشرق» أن من أهم أسباب الحوادث في المملكة هي السرعة الزائدة وقطع الإشارات والتفحيط. وتأتي قيادة صغار السن للمركبات كظاهرة موضوعاً جديراً بالاهتمام، وسبباً رئيساً في حوادث السير، فكلما كان السائق صغيراً زادت الخطورة. وأوضح المتحدث الرسمي للإدارة العامة للمرور العقيد على الرشيدي ل «الشرق» أن الإحصائيات الرسمية الأخيرة الصادرة من الإدارة العامة للمرور لعام (1433ه) تشير إلى أن عدد المتورطين في الحوادث المرورية لمَنْ هم دون الثامنة عشرة عاماً بلغ (13.6%) من إجمالي الحوادث بالمملكة بينما من سن (18-29 سنة) جاءت بنسبة (38.4%) من إجمالي الحوادث، أما الفئة العمرية ما بين (-30 39) سنة فبلغ حوالي (24.7% ) من إجمالي الحوادث بالمملكة. نسبة التفحيط ضئيلة وبيّن الرشيدي أن نسبة عدد مخالفات التفحيط مقارنة مع المخالفات الأخرى لا تشكل إلا نسبة ضئيلة جداً. إذ تشكل نسبة السرعة (23.6 %) وتجاوز الإشارة الحمراء (21.2 %)، وتمثل هاتان المخالفتان معظم المخالفات المرورية. وأضاف الرشيدي أن قيادة صغار السن ذات أبعاد مختلفة؛ حيث تحتاج هذه الفئة العمرية إلى اهتمام خاص من أولياء الأمور في المتابعة والتوجيه عند السماح لها بقيادة المركبة، بدءاً من الحصول على تصريح حيث تجيز المادة السابعة والثلاثون من نظام المرور منح تصريح مؤقت لا تزيد مدته على سنة لمَنْ أتم السابعة عشرة من العمر على أن يطبق بحقه الشروط المطلوبة للحصول على رخصة قيادة. السلوك الخاطئ وقال الرشيدي: إن الإشكالية تكمن في التجاوزات التي تحصل من هذه الفئة نتيجة للتوجيه السلوكي الخاطئ، فالبعض يتأثر بالتقليد والمحاكاة في القيادة وينعكس ذلك على أسلوبهم القيادي، وبالتأكيد فإن الثقافة المجتمعية الخاطئة لدى البعض لها تأثير مباشر في وقوع الحوادث المرورية من قبل فئة ليست لها خبرة في القيادة وتتحكم في سلوكياتها التفاعلات الوجدانية ورفقاء السوء. للهواية أم الحاجة وبينت آراء رصدتها «الشرق» تفاوتاً في القبول بقيادة صغار السن، ففي الوقت الذي يرى متعب أبو ظهر أن بعض صغار السن يقودون إما هواية أو للتحدي وإثبات الشخصية بين أقرانه، وإن مثل هذه الإحصائيات تُبيّن مدى الخطر الناجم عن قيادة صغار السن للسيارات. اختلفت معه المعلمة فاطمة صالح قائلة: ليس كل الشباب الصغار متهورين، أو يقودون للهواية، وإنما للحاجة، وأضافت: إننا نعتمد على أخي في قضاء جميع احتياجات الأسرة، وإيصالنا لمقر أعمالنا نظراً لكون والدي كبيراً في السن، ولا يوجد لدينا سوى أخي الأصغر. دورات تدريبية من جهته، قال مدير برنامج أرامكو السعودية للسلامة المرورية وأمين عام لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية المهندس سلطان بن حمود الزهراني ل «الشرق» إن قيادة السيارات من قبل الأحداث ظاهرة ليست جديدة، بل إنها في ازدياد، واتضح أن نسبة كبيرة من الحوادث المرورية يرتكبها مراهقون وذلك لسهولة الحصول على السيارات ووجود أكثر من سيارة في المنزل الواحد، مضيفاً أن الأسرة هي المرجع الأول الذي تقع عليها المسؤولية. وأوضح الزهراني أن التهور هو عنوان الشباب. وقال: هذا يزيد من عدد الحوادث، مشيراً إلى أن المراهقين يتعرضون لحوادث مرورية ثلاث مرات أكثر من البالغين. وخلص إلى القول إن شركة أرامكو تسعى إلى تقديم دورات للقيادة الآمنة، خاصة لأبناء موظفيها من هذه الفئة مدتها أسبوع وبتكلفة قدرها ألف ريال، وهي دورة مكثفة تحتوي على إرشادات وتعليمات السلامة عند قيادة السيارة، مشيراً إلى أن هذه الدورة لا تؤهله للحصول على رخصة قيادة، بل عليه عند بلوغ السن القانونية أن يتقدم إلى مدارس تعليم السياقة. وشدد الزهراني على أهمية التخلي عن السلوكيات الخاطئة بالنسبة للشباب، وأهمها استعمال الهاتف الجوال أثناء القيادة وإرسال الرسائل وعدم استخدام حزام الأمان. أحد الحوادث الشنيعة