بدأت ظاهرة قيادة صغار السن للسيارات في الشوارع العامة وداخل شوارع الأحياء الضيقة في مدينة جدة تشكل خطراً على المارة لا يمكن تداركه، وهي ظاهرة جديرة بالاهتمام لمن يدرك أبعادها، وإذا ما ترك الحبل على الغارب لهؤلاء المراهقين من صغار السن تحت ال 17 سنة، فإن مؤشر إحصائيات الحوادث المرورية ستتضاعف أرقامه ومحصلته من الإعاقات والوفيات والخسائر المادية الأخرى، خاصة وأن الإجازة الصيفية على الأبواب، وما نشير إليه هنا، هو هذه الظاهرة بدأن بالفعل تتجسد على الواقع، ففي جنوب شرق جدة في حي الروابي بدأ هؤلاء المراهقون من صغار السن ممارسة هواياتهم في قيادة السيارات داخل شوارع وأزقة الحي بصورة تدل على استهتار واضح بحياة السكان والمارة، وبدأت ممارساتهم الصبيانية تثير هلع وخوف السكان، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن دور المرور أمام هذه الظاهرة الخطيرة حيث تشكل الدوريات المرورية غياباً كاملاً عن الحي. (الندوة) استطلعت آراء عدد من مواطني حي الروابي حول هذه الظاهرة التي بدأت تتنامى يومياً في شوارع الحي فماذا قالوا: يقول المواطن أحمد موسى الزبيدي نحن نعلم أن النظام المروري حدد للحصول على رخصة القيادة للشباب سن 18 سنة وكذلك إعطاء تصريح مؤقت لمن هم في سن السابعة عشرة، إلا أن هنالك من هم تحت هذه السن يقودون السيارات دون أن تكون هنالك رقابة صارمة عليهم ميدانياً إضافة إلى تهاون الآباء وأولياء الأمور في السماح لهؤلاء الصغار بقيادة السيارات، وقد شكلت هذه الظاهرة صداعاً مزمناً لسكان حي الروابي، حيث بدأت تجمعاتهم داخل الحي بصورة مزعجة، لذا نرفع أصواتنا عالية للجهات المعنية بوقف هذا العبث الذي يمثل خطراً داهماً على كبار السن والأطفال داخل الحي مما ينتج عنه وقوع الكثير من الحوادث لا سمح الله إذا لم يتدارك هذا الأمر، ونطالب بتواجد الدوريات المرورية حفاظاً على أرواح السكان. أولياء الأمور هم السبب ويرى سعيد العمري أن مسؤولية قيادة هؤلاء الصغار للسيارات تقع على عاتق أولياء الأمور الذين يسلمون سياراتهم لأبنائهم الصغار وهم يعلمون أنهم لا يحملون رخص القيادة. ولا بد من التوعية من قبل الأبوين نظراً لما يمثله التهاون من خطورة في السماح للصغار بقيادة السيارة. فالحوادث المرورية التي يتسبب فيها الصغار بدأت تتزايد، وقد تكون العواقب وخيمة إذا لم ينتبه الأب لابنه الصغير وسيعض على أصابع الندم والحسرة إذا حدث ما لم يكن يتوقعه. غياب الدوريات الأمنية ويقول مبارك الحربي أحد ساكني حي الروابي نحن نعاني من قيادة صغار السن للسيارات داخل شوارع الحي وأزقته الضيقة، وقد أصبح الواحد منا يخاف على نفسه وعلى أطفاله عند خروجهم للشارع من تهور هؤلاء الصغار الذين لا يكترثون للمارة، وأرى أن السبب الذي ساعد على انتشار هذه الظاهرة هو غياب الرقابة الأسرية، كما أننا منذ فترة لم نشاهد أي وجود للدوريات المرورية. لذا لا بد من تكثيف الدوريات الأمنية للحد من تهور صغار السن الذين يقودون السيارات ولا يستطيعون التحكم في السيارة وهم يجلسون خلف مقودها. ، حيث توضح الاحصائيات العالمية أن النسبة الأكبر من حوادث السير تعود إلى الصغار، وكلما كان السائق صغيراً كلما زادت الخطورة، نظراً لعدم معرفته بقواعد المرور وقلة خبرته في القيادة الآمنة. لقد بدأت هذه الظاهرة في حي الروابي بصورة لافتة لدرجة أنك لا تشاهد قائد السيارة لصغر سنه، لذا أنصح الآباء بعدم الإفراط في الثقة في أبنائهم وترضيتهم بمنحهم مفاتيح السيارات وهم لا يعلمون أنهم يدفعون بهم إلى الموت.