أكد الاستشاري النفسي الإكلينيكي في مستشفى النور الدكتور سفير محمد الشمراني أن معظم حالات العنف ضد الأطفال تكون بالتهديد بالضرب أو السب أو الشتم، وأيضاً تكون جنسية مما تؤثر على حالة الطفل في المستقبل، وينتج عن ذلك فشل الطفل دراسياً ووظيفياً، وقد لا يرغب بالزواج. وأوضح الشمراني خلال محاضرة نظمتها دار الوفاء للحماية الاجتماعية التابعة لجمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكة، مؤخراً تحت عنوان “ظاهرة العنف والاعتداء القاسي على الأطفال” للدكتور الشمراني إن غالبية المعتدين على الأطفال موجودون بصورة لا تثير الشك أو الريبة في أماكن وجود الأطفال الذين يكونون عرضة لاعتداءاتهم، مضيفاً أن بعض الأطفال يظهرون علامات تحذيرية بأنهم قد تعرضوا لاعتداء جنسي، فقد نجد الطفل يلهو بأعضائه التناسلية بصورة غير مقبولة وغير لائقة، وهذه صورة تختلف تماماً عن مرحلة الاستكشاف عند الأطفال، وقد يكون هناك جروح في أعضاء الطفل التناسلية، أو قد يكون يعاني من العزلة والانطواء، كما يمكن أن نلاحظ على ملابسه الداخلية بعض الآثار الغريبة التي تشير إلى تعرضه إلى اعتداء. جاء ذلك خلال محاضرة تناول فيها من واقع خبرته وتجربته أنواع العنف، بدءاً من التشخيص للمشكلة وطرق التعامل معها والخطوات المثلى لحلها، وكيفية درء العنف قبل حدوثها ببيان مسببات العنف ضد الأطفال التي يستطيع الشخص تفاديها. وأضاف الشمراني أن للإيذاء الجسدي العديد من الأنواع، منها الإيذاء الخطر الذي ينتج عنه إصابات مزمنة كالحروق والكسور والإعاقات وأنواع أخرى غير خطرة، وهي التي تترك آثاراً سطحية على الطفل، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف حالات العنف للأطفال من خلال أطباء الأسنان والجلدية، فيما أوضح أن حالات الإيذاء الجسدي تزداد ضد الأطفال المرضى أو عند العائلات التي تعاني من ضغوط أسرية. من جانبها، ذكرت مشرفة الأنشطة لدار الوفاء للحماية الاجتماعية فاطمة محمد سندي ل”الشرق” أن الدار تعيش يومياً حالات من العنف من جميع الأعمار، وتبدأ الحالات من سن 13 إلى سن خمسين عاماً، ووصلت عدد الحالات لديهم 15 حالة، وأشارت في حديثها إلى أن هناك أوقاتاً تزيد فيها الحالات وأوقاتاً تنقص، وهذا يعتمد على علاج الفتاة وتأهيلها نفسياً، مشيرة إلى أن هناك حالات تدخل وتستمر يومين ويتم علاجها، وهناك حالات مستمرة منذ نشأة الدار. فيما أوضحت أن المجتمع لم يعِ معنى دار الحماية، ولم يعِ أيضاً بالعنف الأسري، خاصة العنف ضد طفل وتم اكتشاف ذلك من خلال الحالات، ولذلك أقيمت هذه المحاضرة لتوعية المجتمع، وأضافت أن معظم الحالات تأتي من خلال المستشفى أو مراكز الشرطة، أو من خلال رقم المكتب للحماية الأسرية أو للعنف الأسري، وهو الخط الساخن، مشيرة إلى أن الدار افتتحت منذ ثلاث سنوات. وشهدت المحاضرة التوعية لظاهرة العنف والاعتداء القاسي على الأطفال حضوراً جماهيرياً، حيث بلغ عدد الحضور ثمانين سيدة من سيدات المجتمع المكّي، وأيضاً من الفتيات المكيّات.