في الوقت الذي كشفت إحصائية صادرة عن مركز الجريمة بوزارة الداخلية أن 21% من أطفال المملكة يتم تعنيفهم يوميا. قال رئيس قسم التثقيف الصحي مساعد مدير الشؤون الأكاديمية للتدريب والتعليم بمستشفى القوات المسلحة بالهدا الدكتور عمر بن علي الغانمي إن أكبر نسبة للعنف ضد الأطفال بالمملكة كانت من نصيب العنف النفسي، والتي بلغت 33.6% مشيرا إلى أن هذا العنف هو الأكثر انتشارا بالمملكة، ويليه العنف بالتهديد بالضرب وبلغ 32%، ثم العنف بالسب والشتم وبلغت نسبته21%. وقال إن أكثر صور العنف الجسدي بالمملكة الضرب المبرح، حيث كانت نسبته 21%، فيما يتعرض الطفل للصفع بنسبة 20%، كما يتعرض إلى الضرب بما في متناول اليد بنسبة 19% والضرب بالأشياء الخطيرة بنسبة 18%. جاء ذلك في محاضرة تحت عنوان "دور التثقيف الصحي في توعية الجمهور لحماية أطفالهم من العنف الأسري" مساء أول أمس، تناول فيها الغانمي مفهوم العنف بصورة عامة وأنواعه (اللفظي والجسدي والنفسي)، وأسبابه وكيف يمكن القضاء عليه. وعلى صعيد متصل تحدث استشاري العلاج النفسي بمستشفى الهدا الدكتور محمود أبو رحاب عن ظاهرة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، وذلك في محاضرة بعنوان "كيف تحمي طفلك من العنف الجنسي". حيث أشار إلى أن حجم الظاهرة غير واضح في الدول العربية، ونحاول أن نستعين بحجمها في أمريكا. مشيراً إلى أن 38% من البنات يتعرضن للإيذاء الجنسي قبل سن الثامنة عشرة، وأن 16% من الأطفال الذكور يتعرضون للإيذاء الجنسي قبل سن الثامنة عشرة كذلك، وأن 10% من الذكور يتعرضون للاغتصاب الكامل. وقال إن الطفل المعتدى عليه جنسيا يكون على علم بالشخص المعتدي، مشيرا إلى أن 80% من المعتدين دائماً أو عادة ما يكونون محيطين بالطفل أو قريبين منه. مشيراً إلى أنه ينبغي أن نكون على حذر ووعي من أي معلومة يدلي بها الطفل في هذا الموضوع، فقد يكون ما يذكره الطفل كذبا أو خيالا، ولكن ذلك لا يعني أن نهمل ما يقوله الطفل.وبين أن 70% من المعتدين يقومون بالاعتداء على ما مجموعة من 1 إلى 9 أطفال في حياتهم، وأن 90 إلى 95 بالمئة من الحالات التي يتعرض فيها الطفل للاعتداء لا يتم التبليغ عنها، وأن نسبة الحالات التي يتم التبليغ عنها للشرطة تبلغ 10%. وقال إن أغلب الأسر تحاول أن تنكر أن أحد أطفالها تعرض للاعتداء الجنسي ويتصورون أننا في مجتمع ديني ويستحيل أن يحدث أي اعتداء من قبل أقارب الطفل. وبين أبو رحاب إن الإيذاء الجنسي يمر بعدة مراحل، منها مرحلة السرية التامة من المعتدي مستخدما التهديد ونحو ذلك، ثم تأتي مرحلة الاستسلام لما يقع من إيذاء والتعايش معه ، ثم اتهام الطفل بأنه هو من يريد ذلك، ثم مرحلة الانسحاب إذا تمت معالجة الطفل ومرحلة تعرضه لأعراض نفسية شديدة، إضافة إلى إحساس الطفل بالذنب وأنه مسؤول عن ذلك، وقد يصاب الطفل بالبكم المؤقت نتيجة تعرضه للاعتداء الجنسي. وقال إن أغلب المعتدين يتواجدون بصورة لا تثير الشك أو الريبة في أماكن تواجد الأطفال الذين يكونون عرضة لاعتداءاتهم، مضيفا أن بعض الأطفال يظهرون علامات تحذيرية بأنهم قد تعرضوا لاعتداء جنسي، فقد نجد الطفل يلهو بأعضائه التناسلية بصورة غير مقبولة وغير لائقة، وهذه صورة تختلف تماما عن مرحلة الاستكشاف عند الأطفال، وقد يكون هناك جروح في أعضاء الطفل التناسلية، أو قد يكون يعاني من العزلة والانطواء، كما يمكن أن نلاحظ على ملابسه الداخلية بعض الآثار الغريبة التي تشير إلى تعرضه إلى اعتداء.