أتمنى أن تعطي الموضوع اهتماما خاصا لأنك معني بالأمر وستلاحظ أن موضوع الواسطة هذا يثير الانتباه ويشحذ الذهن ويحوقل العين وسيتبادر إلى مخيلتك الوظيفة ومشتقاتها المدنية منها والعسكرية وهي على العموم ظاهرة سلبية مدمرة للمجتمع كما هي ظاهرة مرضية قاتلة للمواهب وخاصة عندما تضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.وحرف الواو أو فيتامين (واو) كما يحلو للكثيرين تسميته هو في الحقيقة حرف عطف في لغتنا العربية الجميلة وقبل آخر حرف من حروف الهجاء، وحرف الواو هذا هو أحد حروف العلة الثلاثة ينقلب حسب التصريف، ولكن الواو في زماننا هذا ظاهره الثواب وباطنه العذاب، فتراه على قصاصة صغيرة يكتب عليها يهمني أمره بدلا من وهو يستحق المساعدة، وهذا الالتفاف هو الذي يبحث عنه الآخرون فيستبدلون الأدنى بالذي هو خير فيأتون من آخر الصفوف من أجل علو كعب كما يحلمون أو من أجل التفاخر والتحايل على النظام كما يتخيلون.حدثني أحد الأصدقاء أن ابنه قدم ملفه لأحد الجهات لوجود وظيفة شاغرة وعندما زارهم للاستفسار حسب الموعد سأله الموظف هل أنت (عُمر) بضم العين؟ قال له لا وأشار إلى اسمه وقال أنا عندي (واو) فرفع الموظف نظره إليه وطأطأ برأسه وظنها واسطة فأكمل ابني اجراءاته وخرج بوظيفته بسبب حرف الواو الذي في اسمه ولم يعرف الموظف لضعفه في اللغة أن اسمه (عَمرو) وليس (عُمر)! ألم تر كيف أصاب الخوف هذا الموظف المسكين من حرف الواو الذي في آخر الاسم؟ ولهذا أنصحك إذا رزقك الله بزوجة ودود وجاءت لك بمولود أن تسميه باسم فيه حرف الواو مثل: وليد، سعود، وائل، أو نواف، علك تكون مثله.قابلت أحد طلابي بعدها مباشرة وكان اسمه (داوود) فأصابني الفضول وسألته عن طبيعة عمله فأدهشني أن عنده وظيفتين فقلت سبحان الله!وبدأت في داخل نفسي أبحث عن اسم فيه يتكرر في الواو ثلاث مرات فلم أجد، أما أنت أخي القارئ فربما تجد وتحصل على وظائف متعددة لابنك المتعوس في هذا الزمن المعكوس، هل قال أبو العلاء المعري: لكل داء دواء يستطب به إلا (الوساطة) أعيت من يداويها؟!