تعودنا على طوابير الانتظار أمام صنابير المياه للتزود بقطرة ماء وطوابير البحث عن أكياس الإسمنت وطوابير طوارئ المستشفيات وطوابير العاطلين أمام الوزارات، لكن لم نتوقع أننا نشاهد أكبر وأسوأ طابور نسائي شهده المجتمع السعودي على مدى عقدين من الزمن. صمدت طوابير خريجات الكلية المتوسطة 20 عاما مليئة بالهم والإحباط واليأس، وصمدت هذه الطوابير النسائية الطويلة على التهميش الوظيفي الجائر وعلى تجاهل «جدارة» لهن حتى من ظهر اسمهن وبدأت تتراقص في عيونهن الأحلام تجد الأبواب في اليوم التالي مؤصدة!!! بل كان صدى صوت المتحدث الرسمي «خنين الوزارة» يجلد هذه الأحلام وهو يقول: جميع الدبلومات لا يشملهن التوظيف. عشرون عاما من الجفاف لورد ذابل بسبب قبولهن في الكليات المتوسطة ثم تركهن يواجهن المصير المجهول، عشرون عاما من المؤبد تكفي لهد حيل أي رجل قوي فكيف بنساء يتكئن على هم الأيام دون اعتبار؟ لقد تفهمت الجهات العليا وضعهن المأساوي وصدرت توجيهات كريمة بحل هذه المعضلة التي تنخر أوصال الجسد السعودي وأتت اللجان المشكلة من ثلاث جهات وزارة التربية ووزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية، وأتت النتائج صادمة أكثر من ذي قبل، من يريد تعليق أي مشكلة على رف التمييع فعليه بتشكيل اللجان التي تجتمع على فترات متقطعة ولا تقدم الحل. 12 ألف سعودية في طابور طويل جدا مضى عليه 20 عاما، يمكن أن يتحول الطابور إلى مزار سياحي بعد أن فاتهن القطار ويمكن أن يخفت بصيص الضوء في آخر المزار بفعل فاعل!!!