من خلال معطيات وزارة الإسكان، على الأقل في الآونة الأخيرة، أستطيع رفع وتيرة التفاؤل بمستقبل هذه الوزارة، ولا أبالغ إذا قلت إن وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي، سيكون أفضل أو أسوأ وزير في السنوات العشر الأخيرة، بمعيار الباحثين عن مأوى. كلامي مبني على الخطوات الوثّابة، التي تتسلح بها الوزارة، وعلى الكفاءات التي استقطبها الوزير، وعلى المليارات التي يتحرك من خلالها الوزير، وقد بدت المؤشرات الأولية بتسليم المقاول أرض مطار الرياض بمساحة خمسة ملايين متر مربع، أي بعد قرار الملك ب12 يوما فقط، وتصريحات الوزير عن توفر أراض مماثلة في عدة مدن سعودية، سيتم تسلمها ومن ثم تسليمها للمقاولين المطورين. وفي الجانب الآخر تنفّذ الوزارة 47 مشروعا حاليا. يستطيع الدكتور شويش الضويحي، أن يكون «قصيبي» آخر، ويحتل صدارة اهتمام الغلابة والفقراء، الباحثين عن رغيف خبز في سكن يستر الحال، ويستطيع تمييع القرارات والاعتماد على البيروقراطية، ووضع الناس في طوابير طويلة، يجمّعون «نقاط» المفاضلة حتى يصابوا «بالنقطة»، وبالتالي فوات فرصة العمر التاريخية، ويتجه إلى الجانب السلبي في قائمة الأسواء. وزير الإسكان هو محور حديث الناس في هذه الأيام، والطوابير الباحثة عن سكن تزداد طولا وهما مع إشراقة كل يوم جديد، والوزير بين حلَّين لا ثالث لهما، إما الاستفادة من دعم الملك فيحتل صدارة قائمة الوزراء، الذين اختزلتهم الذاكرة بالذكر الحسن، أو العودة إلى مربع «نزاهة».