قال المدير التنفيذي لمستشفى الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد القحطاني ل «الشرق» إن عدداً من الأمريكان المختصّين في علاج الإدمان معجبون بما نقدم، وكذلك الإنجليز لأن تجربتنا في علاج المرضى كانت عملية وتخدم المريض، ولدينا كثير من طلبات الزيارة التي يرغب بها عديد من الجهات الأجنبية للاستفادة من البنية التحتية القوية وخدماتنا التي نقدمها ولعل آخرها طلب وفد من هولندا لزيارتنا. وأضاف نحن نبقي المريض في بعض الأحيان تسعة أشهر في المستشفى، ونحاول في كثير من الأحيان الاستفادة من المدمن في حال أثبت جدارته بتوظيفه في علاج الإدمان عند الآخرين ونستقطبه كمرشد بعد تعافيه، مؤكداً وصول عدد الأسرّة في المستشفى إلى 625 سريراً، وبعد رمضان القادم سيضاف 94 سريراً جديداً ستدخل للخدمة، مشدداً أنه ليس كل حالة إدمان يتوجب تنويمها، مشيراً إلى أن لديهم فرقاً ومعالجي إدمان ومرشدي تعافي ومرشدين دينيين يستطيعون مساعدة الشخص المحتاج للعلاج من الإدمان، وهناك فكرة خاطئة بأننا نغسل دم المريض، وفي الحقيقة «نحن لا نغسل دم أحد» نحن نساعد المريض في العلاج، ونحاول إخراجه من الآثار الانسحابية. وقال الدكتور القحطاني إن كثيراً من الناس يحاول التخلص من المدمن فينقل المشكلة إلى أطراف أخرى بينما القضية لا تستوجب التنويم، فبقاء المريض في أحضان أسرته فيه فرصة كبيرة للتعافي مما يعاني منه، ومتى ما أمر الطبيب المعالج بتنويم المريض نحرص على تنويمه مباشرةً، ونطالب بتنويمه، فنظرة الطبيب المعالج نظرة طبية بحتة، وفكرتنا الرئيسة علاج الحالة وليس تخلص الأسرة من الحالة. وعن أسباب الانتكاسة أوضح الدكتور القحطاني أنها تكون بسبب وجود بعض المرضى الذين يأتون بالقوة الجبرية من أهلهم وذويهم، موضحاً أن الإدمان مرض يستطيع الشخص الخروج منه متى ما أراد، وكثير ممن يأتون من تلقاء أنفسهم لا يعودون إلى الإدمان بعد تلقي العلاج اللازم، لكن مَنْ لم تكن لديه الرغبة لا يستطيع الخروج من هذه الآفة، مشيراً إلى أن لديهم مؤشرات يدرسون من خلالها مدى ما يقدم من خدمات من خلال المريض وشفائه بالإضافة إلى ما يقدم له من خدمات وأسباب الانتكاسة. معتبراً أن الواسطة لا تدخل إلى المستشفى، وأن الرأي الطبي هو المقدم فوق أي واسطة، وأشار القحطاني إلى أنهم في الجانب النفسي يصلون إلى المرضى النفسيين في بيوتهم بزيارات قد تصل في الأسبوع الواحد إلى ثلاث زيارات بحسب الحالة وبفريق طبي متكامل يقدم الخدمة على أعلى مستوى، ففي هذا العام فقط وصل عدد المرضى الذين تمت زيارتهم في بيوتهم وقُدمت لهم الرعاية إلى 341 حالة ونسبة الانتكاسة بعد هذه الزيارات لم تتجاوز 3%. مؤكداً أن الزيارات المنزلية بدأت منذ عام 1426، وتمت زيارة 8126 مريضاً، وتم الإشرف على علاجهم إشرافاً كاملاً حتى انتهت مشكلاتهم النفسية التي يعانون منها، معتبراً التعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعاون يخدم المريض ويخدم المصلحة العامة، وقال «لدينا اجتماعان إلى ثلاثة اجتماعات سنوياً على أعلى مستوى لنتكامل مع ما يقدمه هذا الجهاز أمنياً ونحن في المستشفى نقدم ما يحتاج إليه المريض من خلال تنسيق متواصل مع المديرية بما يخدم الصالح العام». وأشار المدير التنفيذي لمستشفى الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد القحطاني إلى أنهم الآن بصدد تأهيل مرشدات تعافٍ لمساعدتنا في الأداء، وسيستخدمون التقنية في التوجيه والإرشاد في وسائل التواصل الجديدة وآخرها (الكيك)» . حقائق وأرقام عن الحالات التي تعامل معها المستشفى: * راجع العيادات الخارجية أكثر من 16586 حالة نفسية وإدمانية منذ بداية العام حتى اليوم. * استقبل قسم الإسعاف والطوارئ أكثر من 15355 حالة نفسية وإدمانية للفترة نفسها. * تنفيذ برنامج تدريبي ل400 مسعف من جمعية الهلال الأحمر عن كيفية التعامل مع الحالات الإسعافية الإدمانية والنفسية. * تنظيم دورة المرشدين الطلابيين بمشاركة 110 مرشدين طلابين عن كيفية التعامل مع متعاطي المخدرات في المدارس. * تنظيم رحلة عمرة شارك فيها 28 متعافياً. * إضافة برنامج Keek ضمن برامج التوعية عبر خدمات التواصل الاجتماعي. * مشاركة أكثر من أربعين متعافياً في الملتقى الخاص بالمتعافين من الإدمان في مجمع الأمل.