"وفرة المياة العذبة والمحاصيل الزراعية والفواكة اللذيذة التي أشتهرت بها نجران في السبعينيات الميلادية جعلتني أطلق عنوان "نجران … واحة الصحراء" على كتابي الذي تم تأليفه في مائتي ورقة اشتملت على 500 صورة ملونة". بهذه الكلمات بدأ المصور الفرنسي تشيكوف مينوزا محاضرته بعنوان "نجران … الذاكرة .. والعودة" التي أقيمت على المسرح الروماني في متنزة الملك فهد لمدة ساعتين ضمن فعاليات اليوم الآخير لمهرجان قس بن ساعدة في نسخته الثانية، وحضر المحاضرة جمهور كبير غالبيتهم مِن كبار السن الذين كانت طفولتهم متزامنة مع الزيارة الأولى لتشيكوف لمنطقة نجران. وقال إن سبب زيارته هي دعوة كريمة من الحكومة السعودية كانت البداية لعمل أفخر به لاحقاً، وهو تأليف الكتاب الذي أصبح وسيطاً لقلوب أهل نجران والتعايش مع حياتهم بأنواعها، حيث تعد نجران واحة الصحراء وروضة مِن الرياض التي تأسرُ العين والافئدة بمياهها العذبة والفواكة لذيذة المذاق. وأضاف أن الطبيعة الخلابة حركت مشاعره الفنيّة بحكم احترافة التصوير الفوتوجرافي حيث قام بطرح فكرة التقاط صور الطبيعة التي تشمل نجران "الانسان والمكان"، وطرح الفكرة على زملائه وأصدقائه المرافقين له، وتم البدء في جمع الصور عام 1978 م وتحكي عن قصة نجران وعراقتها التاريخية والأثرية وعاداتها المختلفة، وضم الكتاب أربعة فصول شملت الفنون الشعبية والعادات والتقاليد والزراعة والحياة الشخصية للفرد، وتم جمعها في كتاب من مائتي صفحة. وأكد تشيكوف أن جميع الصور التي التقطها للشخصية النجرانية مِن كلا الجنسينِ جاءت مُعبّرة ودون تصنع لتظهر البساطة والابتسامة التي تظهر في محياها دوماً. وذكر أنه كان تواقاً لحضور جميع المناسبات النجرانية التي تقام "في الأعياد والختان والزواجات" ويفرح كثيراً عندما يُدعى إليها ليكون قريباً مِن الحدث ويلم بالعادات والتقاليد لرجل البيئة الصحراوية. وأشار تشيكوف في محاضرته إلى الطريقة العجيبة في كيفية بناء المنازل بالطين وبطريقة تثير الدهشة وسط أهازيج تصدح ومواويل البنّاء في ذاكرته بينما عينهُ تتأمل إبداع وشموخ الرجال الأقوياء الذي يعانق شموخ الجبال دون كلل أو ملل. وأبدى المصور الفرنسي استغرابه مِن عدم وجود الهواة أو المهتمينِ بفن التصوير وفنونه لإرث الطبيعة التي تمكث في نجران، مؤكداَ على أن ذلك من الأشياء التي ستمزج الماضي بالحاضر، وتكون منبعاً تستقي منهُ الأجيال القادمة. ماجد آل هتيلة | نجران