حذر المشرف على مركز العلوم الزلزالية في الجمعية السعودية لعلوم الأرض أستاذ قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله محمد العمري من عدم الالتزام بكود البناء الزلزالي أثناء تصميم المباني، خاصة في المدن الواقعة على امتداد الخليج العربي، مبينا أن الإحساس بالزلازل في إيران في مدن المنطقة الشرقية سببه عدم الالتزام بكود البناء. وقال إن الخطر الزلزالي في المملكة يتركز في منطقتي الشمال الغربي بالدرجة الأولى والجنوب الغربي في الدرجة الثانية، ومنطقة مكةوجدة والطائف بالدرجة الثالثة، والمنطقة الوسطى في الدرجة الرابعة. وأضاف هناك أهمية كبيرة لدراسة الحركة الأرضية ذات الفترة الدورية الطويلة، فتأثير الموجات يأتي عبر مياه الخليج العربي، فلابد من دراسة الخواص بعناية دقيقة للتقليل من تأثيرها على المباني. وأشار إلى أهمية دراسة الخواص الجيوتقنية على امتداد الساحل الشرقي للمملكة ودراسة خواص انعكاس الموجات، ومعامل تضخم التربة، الذي يحدد بدوره مدى تضرر المباني لدى وقوع زلازل، ودراسة معامل اجتذاب المباني للزلازل، مؤكدا على أهمية أخذ جميع هذه العوامل في الاعتبار عند إنشاء المباني، خصوصا المباني ذات الأهمية الإنسانية والاقتصادية العالية كالشركات والمستشفيات والمدارس، مشيرا إلى أن الشركات الكبيرة كشركة أرامكو السعودية، وبعض المدن الصناعية الكبيرة في المملكة، متقيدة بالكود الزلزالي في تصميم مبانيها. وذكر أن المملكة ستحتضن “المؤتمر الخليجي للزلازل” لأول مرة، في 22 من يناير الجاري في جدة، مبينا أنه يهدف لإنشاء قاعدة بيانات زلزالية مشتركة ومتبادلة مع دول الخليج العربي، تفيد في تبادل الخبرات، وتدريب طلبة البكالوريوس والدراسات العليا وتسهل عليهم الوصول للمعلومة، خصوصا أنه لا توجد خارطة زلزالية لدول مجلس التعاون الخليجي. وقال العمري إن الهدف من إنشاء قاعدة البيانات ليس للتنبوء بوقوع الزلازل الذي يبقى في علم الغيب بل لتخفيف مستوى الخطر الزلزالي، فبدل أن يدمر الزلزال في حالة عدم التوقع 70% من البنية التحتية، يدمر فقط 10% منها. وأضاف أن الدول التي تتم دعوتها لحضور المؤتمر لها خبرة طويلة في التعامل مع الزلازل كاليابان والولايات المتحدةالأمريكية، كما تمت دعوة الخبراء الذين أجروا دراسات حديثة على المملكة والشركات التي لها أنظمة زلزالية متبعة في دول مجلس التعاون الخليجي، لتوحد أنظمتها مع الشركات الأخرى، ما يسهل التعامل معها مستقبلا.