جدّد رئيس الحكومة المغربية القيادي الإسلامي عبد الإله بنكيران دعوته إلى الجزائر من أجل رفع يدها عن الصحراء، واعتبر بنكيران الجزائر العائق الأساسي أمام إيجاد تسوية نهائية للملف الذي عمَّر طويلاً في ردهات الأممالمتحدة. وأعلن المسؤول المغربي في تصريحاتٍ له أخيراً أن «الجزائر بيدها حل ملف الصحراء في أيام أو أسابيع، إذا أرادت ذلك»، وهو الموقف الذي يتبناه المغرب منذ وقت طويل، مما أدَّى إلى توتير العلاقة بين البلدين. ولم يتأخر الرد الجزائري، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني، في بيان «إن محاولات الزج بالجزائر في الملف، لن تدفع به إلى الأمام»، موضحاً أن «نزاع الصحراء قضية أممية ولا علاقة للجزائر بها وهي تخص طرفين محدَّدين بصفة دقيقة وواضحة من الأممالمتحدة ومجلس الأمن وهما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو». ولم ينتظر بنكيران طويلاً حين جدَّد بدوره من قلب تونس تصريحاته التي تفيد أن الجزائر هي الخصم الحقيقي للمغرب في هذا الموضوع، وأن بيدها الحل والعقد لوضع نهاية لمسلسل العرقلة التي يشهدها ملف الصحراء، حيث أعلن أنه أثار الموضوع خلال مباحثاته مع المسؤولين التونسيين وفي مقدمتهم الرئيس منصف المرزوقي الذي عرض وساطته لإنهاء الخلاف وحمل تصورات سيعرضها على الطرفين في وقتٍ لاحق. ووجَّه بنكيران خطابه للجزائر بالقول»إذا لم يكن للجزائريين دخل في موضوع الصحراء، كما يؤكِّدون، فليسمحوا للأمم المتحدة بإحصاء المغاربة المحتجزين بمخيمات تيندوف، وليفتحوا أمامهم الأبواب للعودة إلى المغرب، وآنذاك سنتوصل إلى حل للملف فيما بيننا». ومن المرتقب أن تتوالى لعبة التصريحات والتصريحات المضادة بين مسؤولي البلدين، بخصوص ملف الصحراء، حيث يؤكِّد المغرب أن الجزائر هي الخصم الحقيقي، لأنها توفر للبوليساريو الأرض والدعم السياسي والتمويل، وتحرّض على إبقاء الصراع مفتوحاً، وتعمل على عرقلة اقتراح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب واعتبرته العديد من الدول حلاً منطقياً منصفاً للطرفين، في الوقت الذي تتشبث فيه البوليساريو ومعها الجزائر بحلّ الاستفتاء .