لدينا حزينة فارغة من متطوعيها، بالكاد تجد من يشغلها إلا من أجل مصلحة عامة أو تكليف دراسي ينهيه الطالب غير راغب بالعودة إليه. إلى ماذا يرجع تأصيل العمل التطوعي في نفوسنا؟ سؤال مهم يجب أن نضعه ضمن إطار أولوياتنا لتنمية الوطن!، فدائماً الأشياء التي ينسى أو يتجاهل الأهل والمجتمع والمدرسة غرسها في أبنائنا منذ الصغر يكون من شبه المستحيل أن نؤصلها أو أن نطلب منهم المشاركة فيها في مرحلة الشباب، فالبعض يجد حرجاً من العمل التطوعي، أو يرى البعض الآخر أنه ضياع للوقت دون فائدة ربحية تعود عليه، متغاضياً عن الفائدة الروحية والنفسية والشعور بقيمته بين أفراد وطنه، تلك الفائدة العظيمة للعمل التطوعي التي يجهل الإحساس بها كل من تخاذل عن العمل التطوعي وحرم نفسه منه، لكن هذا لا ينفي وجود العمل التطوعي في مجتمعنا، ولكنه لا يشكل نسبة كبيرة من أعداد المواطنين، وغالباً يكون العمل التطوعي في أمور لا تحتاج لجهد مثل التبرع بالمال أو نصح الآخرين بالقيام الأعمال التطوعية دون المشاركة فيها. مع حاجة عديد من القطاعات والمؤسسات التي تحتاج لمتطوعين يسهمون في مساعدة الآخرين خصوصاً في المنشآت الخيرية التي تحتاج للاستفادة من خدمات المتطوع، لتقدم خدماتها على أكمل وجه. الآن يكبر بين أيدينا جيل يجب أن نحرص على زرع العمل التطوعي بين جنبات حياته منذ الآن حتى لا نكسب جيلاً قادماً يشبهنا، يخجل أو يتخاذل عن المشاركة في العمل التطوعي.