تعاني مدرستان للبنات في الأفلاج من نقص كبير في عدد المعلمات، على الرغم من اقتراب موعد الامتحانات، كما أن كثيراً من الطالبات بحسب أولياء أمورهن لم يتمكنَّ من إنهاء المواد الدراسية. ويتساءل الأهالي: هل ستدخل بناتهم الامتحانات دون إكمال المناهج بشكل صحيح؟. بعض أولياء الأمور اضطروا لنقل بناتهم إلى مدارس أخرى خوفاً من تردي مستواهم التعليمي، على الرغم من أن بعض المديرات حاولن تفادي العجز وسده في بعض المواد من داخل المدرسة، وذلك بنزول بعض مشرفات المواد إلى الميدان وتدريس المناهج الدراسية بعد اصطدامهن بعدم تجاوب المسؤولين في إدارة تعليم الأفلاج مع هذا الخلل الحاصل بمدرستهن، فيما لم يستطعن تغطية بعض المواد العلمية كالرياضيات،حيث بقيت دون معلمة طوال الأيام التي انقضت من الفصل الدراسي الثاني في بعض المدارس. وقال ل «الشرق» عبدالعزيز بن مطلق آل مبارك: نحن أولياء أمور الطالبات بالمدرسة الابتدائية بمركز الروضة التابعة للأفلاج، نعاني من النقص الحاد داخل مدرسة بناتنا لغياب أربع معلمات ومديرتهن منذ بداية الفصل الدراسي الثاني، وحتى إجازة منتصف الفصل، وقد تسبب ذلك في تردي مستوى الطالبات لتوقف الشرح في بعض المناهج الدراسية، ما اضطر بعض أولياء الأمور لنقل بناتهم إلى مدارس أخرى. ويضيف، عبدالله الدوسري قائلاً: إن الصف الثاني المتوسط في مجمع المتوسطة الثانية بليلى للبنات ومنذ بدء الفصل الدراسي الثاني وصولاً للإجازة التي مضت، لا يوجد لديهن معلمة رياضيات، وإن الطالبات لم يتعلمن حرفاً واحداً، مشيراً بأن مجمع المتوسطة الثانية بليلى للبنات التي لا تزال تحمل لوحة قديمة بمسمى المدرسة الخامسة الابتدائية للبنات، يوجد بها أيضاً عجز كلي في معلمات المواد الشرعية ومواد اللغة العربية والاجتماعيات ومادة العلوم، وتم سد بعض العجز بمعلمات «أمومة» وبعضها أسندت لمشرفات المواد للقيام بتدريس المنهج. وهو أمر قد لا يفي بالغرض في إيصال معلومات المواد بالشكل المطلوب. ويتساءل أولياء أمور الطالبات عن مصير بناتهن في هذه المواد التي لا يوجد لها معلمات، وقد أصابتهم الحيرة والحسرة، خلال تلك الفترة دون شرح بعض المواد، كما يتساءلون عن أسباب الغياب للمعلمات، ولماذا لم يتم إيجاد البديل في حال إن كان هناك غياب مبرر طيلة تلك المدة، متمنين تفادى المسؤولين القصور والخلل مع استئناف الدراسة وقرب موعد الامتحانات.من جهته، رفض مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة الأفلاج محمد الزايد التعليق على شكاوى أولياء الأمور، حيث طالب «الشرق» بإرسال الاستفسارات مكتوبة قبل أكثر من أسبوعين، وحتى الآن لم يصل الرد وأصبح يتملص منه. وفي سياق متصل هرع ظهر الأربعاء الماضي أولياء أمور طالبات قرية المودنية اللاتي يدرسن في مدرسة مركز النايفية التابع لمحافظة الأفلاج لنقل بناتهم من المدرسة بعد أن علموا بتعطل الباص «حافل» الذي كان في طريقه لنقل قرابة 60 طالبة من مدرستهن إلى منازلهن، فيما انتظرت بعض الطالبات في فناء المدرسة لوقت طويل محاولة إصلاح الباص وذلك لغياب أولياء الأمور لانشغالهم في أعمالهم. وأكد بعض أولياء الأمور ل «الشرق» أن الباص تعرض لعطل قبل صلاة الظهر وانتظر مدة طويلة وهو متوقف في الطريق والشركة لديها علم بالعطل، ولم تأتِ فرقة الصيانة لإصلاح العطل إلا قرابة الساعة الواحدة ظهراً، رغم الارتباك الذي أحدثه عطل الباص، مشيرين إلى أن بناتهم يعانين أيضاً من الازدحام داخل الحافلة التي تبلغ مقاعدها 49 مقعداً بينما يُنقل داخلها أكثر من 60 طالبة، والبعض منهن يقفن في الممرات لعدم وجود مقاعد، معربين عن خوفهم من أن يتسبب ذلك في تنفير طالبات الصفوف الأولية من مواصلة الدراسة لسوء الحالة في مثل هذه الأجواء الحارة. من جهته، قال عبدالرحمن الصويلح المكلف بالإشراف على باصات حافل بمحافظة الأفلاج، إن فرقة الصيانة وجدت في الموقع بعد فترة قصيرة من تلقيها البلاغ من السائق محاولة إصلاح العطل، وهذا ما نفاه بالكامل أولياء الأمور، الذين أكدوا غياب الصيانة وعدم مباشرتها للموقع لوقت طويل.