العجوز الإفريقية استدرجتنا لندفع إليها ببعض طعامنا في زمنِ الشح والبياض. نظرتْ إلى وجهي وهي ترمي حبات البن وتمرر بين مستقبلي سبابتها وهمستْ لجدتي: حفيدتكِ ليست بشراً. .. فرحتُ أطير في الهواء أضربُ بغصن الريحان السحاب فيستحيل إلى (خدود البنات). .. ألمسُ عيني فترى جارتنا زوجها المسافر يفتحُ كفه لامرأة تمرر هي الأخرى سبابتها بين الخطوط وكأنها تبحث لنفسها عن سكة هناك. .. ما كان الفزع الذي شدتْ به والدتي أذني، إلا اصفراراً خاضه قلبها من بياض رأسها وكستنائية شعري. .. وما لمسني الوافد العربي عند قسم الحلوى إلا وأيقظ ومضة أغفو بها في نهر أنوثتي. .. كلما مشطتُ شعري تساقط عدد فوق المعقول، وكأن شعري يفر مني. رحمتك يا الله كم من الفارين اجترحتُهم في العشرين سنة الأخيرة؟ .. ورجل ثيابه رثة حبسه والده وقطط في صغره، اختبئ خلف السدرة وهو يهرب من قطة بيضاء تركض وراء فراشة، يا (زينة العقل) يارب. .. قُبلٌ وأجسادٌ … عبر (whatsApp) / نكات (….)/ فتوى ملامسة البحر البنات/ و (فيليكس) مع العالم يتبادلان النظرات. .. في يدي ولاعة سأشعل بها قماش أبيض أزرق يغازل نجمته، فقط لأني لا أحبُ نادي (الهلال) ولا النجوم حين تنزل على الأرض، ولا الحياة وهي تلفظُ عن غصنها الورد وتحتفظُ بالشوك. يا إلهي بلاهة أم فطرة على الشقاء؟! .. رضيعتي يا (هدى) تبسمتْ ووالدها يعتليني ليجلب لها ذكراً يغازل صديقتها عبر وسيطة تركل ال (BlackBerry). .. أما أنا فحبيبي لا أعرفه، لا أذكر أي الوجوه كان هو. لكنني منشغلة كيف خلق الله آدم مرتين، مرة للعالم ومرة لي؟ .. ما انشقت الأرض وابتلعتني بصفتها أماً، حين انكسر على (الكوشة) كعب حذائي وأنا أرقصُ في حفل طلاق صديقتي. ولا امتدت يد الرب في الدقيقة الأخيرة، كي أحقن ب (البوتكس) جفنيَّ، فألقى الصحب الراحلين بعينين تتسع لجنة أو نار.