غلاف الفيلم بيروت – ميشلين مخلوف أطلق المخرج عادل سرحان، منذ شهر ونصف الشهر تقريباً، فيلمه السينمائي الجديد «بيروت» في خطوة وصفها متابعون ب»مغامرة كبيرة» أقدم عليها، في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها الدول العربية، نتيجة ثورات «الربيع العربي». وعلى الرغم من تحذيرات كثيرة له بالعدول عن هذه الخطوة في المرحلة الحالية، إلا أن سرحان اختار إصدار الفيلم بعد أن نوى على ذلك. عادل سرحان «الشرق» التقت سرحان للحديث عن الفيلم وتقييم هذه التجربة، وعن مشكلة الفيلم اللبناني، وغيرها من المواضيع الخاصة بإنتاج الأفلام في لبنان، وتعاونه مع الفنانين عاصي الحلاني وديانا حداد، فإلى نص الحوار: أصداء الفيلم * مبروك فيلمك الجديد. ما الأصداء التي يحصدها حتى الآن؟ - الحمد لله، الأصداء جيدة جداً. الفيلم مستمر منذ شهر ونصف الشهر، ويعرض في ثلاث صالات، وهذا دليل نجاح، نظراً لكثافة الأفلام الأجنبية التي تعرض يقوم القيّمون على الصالات بفرض تغيّرها كل أسبوع تقريباً. هذا عدا عن احتدام المنافسة بين شركات الإنتاج السينمائية، الأمر الذي يؤثر على الفيلم المستقل، إذ لا مصلحة لهم في استمرار عرضه لأنه لا يأتي لهم بالأرباح. * ماذا يعني لك هذا؟ - أن الناس تطلبه وتشاهده، وهذا ما يساهم في استمراره، لأن مشكلة الفيلم اللبناني مشكلة. على وزارتي السياحة والثقافة أن تجد وسيلة ليكون هناك دعم له من قبل شركات الإنتاج التي تحوّلت إلى مافيا. حكم بالإعدام * ما هي هذه المشكلة؟ - يحكمون عليه بالأعدام قبل أن يولد، إذ لا سوق عربية له، فيقولون: لمَ عذاب القلب؟، فقط فيلم «هلق لوين» للمخرجة نادين لبكي شكّل سابقة في هذا الإطار، يجب الإضاءة عليها. الفيلم اشترته شركة كويتية وسوّقت له جيداً، وكانوا مجبرين أن يستمروا في عرضه ولو لمدة سنتين، لأنه كان يعود بالأرباح. * أتعني بأن الفيلم لم يكن جيداً؟ - على العكس، ونادين صديقة وموهبة ونفتخر بها. ما أقصده أن الحملة الإعلانية شبيهة بالحملة التي كانت ترصد للأفلام اللبنانية. لمَ نال كل هذه الضجة؟! تقييم التجربة * أنت اعتمدت على الإنتاج اللبناني المحض. كيف تُقيّم التجربة؟ - قياساً لتجربتي، أجد أن الفيلم قد حقق نجاحاً إعلامياً وجماهرياً بنسبة 90%، بفضل شركتي الإنتاج each international وscene 77 film، وبفضل الناس التي تابعت الفيلم وأخبرت غيرها عنه فجاءوا لمتابعته. * هل كانت مربحة؟! المسألة ليست مسألة ربح أو خسارة، بل تستلزم منا النظر إليها من جوانب عدة. كم استقطب هذا الفيلم من جمهور؟، وهل أضاف إلى الشركة المنتجة أم لا؟ وهل أتت حساباته كما كان متوقعاً له، أم أن الظروف العامة التي نعيشها أثّرت عليه؟ * كم كانت مخاطرة أن تطلق الفيلم في هذه الظروف غير المستقرة التي تعيشها عديد من الدول العربية؟ - من الممكن أن ما يعتبر مخاطرة اليوم يصبح مستحيلاً في المستقبل. نويت على تقديم الفيلم، رغم أن كثيرا من المقربين حذّروني وطالبوني بعدم الخوض في هذه المخاطرة، لكني توكلت على الله. * ما الذي يميّز «بيروت» عن غيره من الأعمال السينمائية التي قدمت؟ - يمكن أن يكون ليس أفضل من غيره، لكن ما يميّزه هو تركيزه على قضية إنسانية مهمة جداً هي العنف ضد المرأة بلغة سينمائية مختلفة. علماً أن مثل هكذا قضايا عادة لا تجذب المشاهدين، بل يهتمون لأفلام «الأكشن»، ولما يثير الضجيج الإعلامي في مواضيعه كالجنس مثلاً. إخراج وكتابة * كيف وجدت نفسك في تجربة الإخراج والكتابة؟ - لا أدّعي أنني كاتب، ولم أتخصص في هذه المهنة، شعرت أنني أريد أن أعبر عن شيء ما بداخلي فيما يتعلق بهذا الموضوع، وأنني سأوصل الرسالة بنفسي أكثر مما سيوصلها غيري، وهذا ما حصل. ضرورة النقد * ما ردك على الانتقادات التي وجّهت إليك فيما يتعلق بضعف العمل من حيث المعالجة والحبكة؟ - الانتقاد عامل مساعد للعمل، وانتفاؤه يعني أن ما قُدم لم يترك أثراً في الناس. لكن هناك نقد يأتي في مكانه، وآخر بهدف التجريح والذم. المقال المتزن عادة تسلط الإضاءة فيه على السلبيات والإيجابيات ولو بنسب متعددة، لكن عندما يأتي المقال بمجمله سلبياً، فهذا يعني إما أن لدى الشخص مشكلة مع رجولته، أو مشكلة مع خطي الفني، وهذا لا يضعفني بل على العكس يقويني. مشاركة عاصي * كان للفنان عاصي الحلاني مشاركة غنائية في الفيلم. - اعتقدت الناس بعد أن قدّم عاصي عملين مصورين متتالين مع زميليّ فادي حداد وسعيد الماروق بأننا على خلاف، لكن هذا الأمر غير صحيح. هو داعم لكل عمل لبناني، وقد لحن وغنى أغنية «القدر» بعد أن كتبتها منال أحمد ووزعها داني حلو، وأعطى لمسة مميزة للفيلم، والناس أحبتها. علاقتنا ليست عملية فقط، فعاصي أخ وصديق وقدمت معه 18 عملاً مصوراً، وهذا رقم قياسي لتعامل مخرج مع فنان. ثقة بالنفس * ما الذي يعنيه لك هذا.. ما الذي تحمله بعد؟ - 18 فيديو كليب يختلف كل واحد منهما عن الآخر ف «جن جنوني» غير «لبنان» غير «صوت الحدا» غير «غزة» غير «دبي»، وأعتقد أن هناك عملين لن يتكررا هما «باب عم يبكي» بطريقة تصويره وإحساسه وتنفيذه، و»حالة قلبي» الذي بعدد الكومبارس الذين شاركوا فيه يكفون لفيلم سينمائي. الجديد هو 18 كليباً مبتكراً مقبلاً، وأتحدى أن يأتي لي أحد بمشهد أو فكرة مستنسخة عن أي كليب أو عمل أجنبي كما يحدث عادة. * على ماذا تعتمد؟ - عل رأسي الذي أكّسره لأخرج فكرة مناسبة للعمل. * عندما ترى عملاً مستنسخاً ماذا تقول في نفسك؟ - ابتسم ابتسامة الثقة بالنفس بأنني ما زلت أفكر. مع حداد * صورت مؤخراً كليباً جديداً للفنانة ديانا حداد أخبرنا عنه؟ - منذ زمن وأنا أتمنى التعاون مع ديانا، والآن التقينا في «الكذاب»، الأغنية باللهجة العراقية، صورناها لمدة يومين في منطقة جزين اللبنانية، وسترون فيها ديانا ب«لوك» جديد.