لم تتوقف الصحافة المصرية بعد عند كيل الانتقادات للرئيس محمد مرسي بسبب تصريحاته في ألمانيا ولغته الإنكليزية الركيكة رغم أنه خريج الجامعات الأمريكية.. حتى جاءت اليوم تصريحاته في روسيا التي تفتقد للغة السياسة المضبوطة والملتزمة، وبلغة عربية ركيكة هذه المرة أقل ما يقال فيها إنها لغة متداخلة تعبر عن إرباك في الموقف السياسي. عندما يقول الرئيس المصري بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديميير بوتين إن موقف مصر متطابق ومنسجم مع الموقف الروسي إلى حد كبير بخصوص الأزمة السورية، فإنه يعرف أن روسيا منحازة إلى جانب النظام السوري ضد شعبه، وعندما يطلب من موسكو أن تكون إيران جزءاً من الحل في سوريا معتبراً أنها جزء من المشكلة فإنه يدرك أيضاً أن إيران تقاتل إلى جانب النظام السوري في حربه ضد شعبه. القطبة المخفية في هذين التصريحين هي أن موقف الإخوان المسلمين الحقيقي هو هكذا وإن افتقد الرئيس مرسي القدرة السياسية للتعبير عنه بدبلوماسية وحنكة فالإخوان حلفاء إيران من تحت الطاولة وخصوصاً في الملف السوري، وهنا يسعى الإخوان المسلمون لكسب ود روسيا ولذلك فقد عرض مرسي على الروس قبوله بإقامة قواعد عسكرية روسية على شواطئ البحر المتوسط المصرية. معادلة العلاقة بين الإخوان وإيران والنظام السوري وعلاقتها بتركيا شبه الإخوانية، كلها أمور باتت حاضرة في الوعي السياسي العربي وإن حضرت متأخرة بعض الشيء.