يعيش محمد الشريف، وحيداً في إحدى غرف مستشفى الجبيل العام منذ أكثر من 20 عاماً، حيث تعرض لحادث مروري قبل 40 عاماً وهو في عمر السبعة عشر ربيعاً، أصيب إثره بشلل رباعي، جعله حبيس الفراش. زيارة إلى الرياض يشرح الشريف تفاصيل الحادث قائلاً: «كنت عائداً من الرياض إلى المنطقة الشرقية حينما وقع الحادث، حيث قمت وصديقي عبدالله عباس بزيارة إلى الرياض لنهدي الملك خالد -رحمه الله- لوحة قمنا برسمها، بعد أن عملنا على تجهيزها شهرين، بمقاس متر في مترين، وبعد إنهائها ركبنا القطار، وسكنا أسبوعاً في الرياض عند أحد الأصدقاء، ثم انطلقنا إلى قصر الملك خالد بالديوان الملكي لمقابلته، وإهدائه اللوحة، إلا أن أحد المسؤولين أخبرنا أن الملك سيقوم بزيارة للمنطقة الشرقية خلال يومين، ليفتتح القاعدة العسكرية بالجبيل، و بإمكاننا تقديم الهدية له هناك». حادث مُروّع وأضاف «قررت الرجوع وصديقي من حيث أتينا، حاملين الهدية ومتأملين أن نعطيها الملك خالد خلال زيارته للشرقية، ولكننا استقلنا سيارة للعودة، وليس القطار، وشاءت قدرة الله أن نتعرض للحادث المروّع، حيث انقلبت بنا المركبة 7 مرات، دخلت أنا إثرها في غيبوبة، فيما أصيب صديقي بجروح بسيطة، ولم أفق من الغيبوبة إلا بعد عام، حيث تمَّ علاجي في مستشفى الدمام المركزي، وتأثرت وقتها وأصبت بالاكتئاب كوني اكتشفت أني مصاب بشلل رباعي». قروح في جسدي وبيَّن الشريف أنه تأقلم مع وضعه كمعاق شيئاً فشيئاً، ويوضِّح «ما كان يؤرق مضجعي هي القروح التي ظهرت في جسمي نتيجة بقائي في سرير المستشفى، فطالبت بنقلي إلى التخصصي في الرياض، ولكني اكتشفت عدم وجود علاج لحالتي فيها آنذاك، وقد أخبرني بعض المقربين أن هناك مستشفى في بريطانيا يقوم بعلاج مَنْ هم في نفس وضعي الصحي، وبعثت ببرقية للأمير نايف -رحمه الله-، أطالب فيها بعلاجي في الخارج، ووافق مباشرة، فسافرت إلى بريطانيا برفقة أخي عبدالرحمن، حيث قضيت في بريطانيا 3 سنوات، أُعالج على حساب الأمير نايف- رحمه الله- ثم رجعت بعدها إلى المملكة، وأكملت العلاج في مستشفى الظهران العسكري». عُدت إلى المنزل وأضاف الشريف «طلبت من إدارة مستشفى الظهران الخروج إلى المنزل، فقد شعرت بملل كبير، إلا أني تعبت أكثر، على الرغم من أن والدتي وأخواني كانوا في خدمتي، ولم يقصروا معي في شيء، إلا أن قروح جسمي أعادتني مجدداً إلى المستشفى، ولكن هذه المرة إلى الدمام المركزي، حيث أراد الأطباء إجراء عمليات تجميلية لي، ولكني رفضت، ثم عدت إلى لندن على حساب الشؤون الصحية، وقد ساعدني طبيب عربي، وبقيت هناك عامين ونصف العام، وخضعت ل 5 عمليات تجميل، ثم عدت إلى المملكة، وكنت أنا ومعي شخص آخر أول معاقَين دخلا مستشفى الجبيل للعلاج والتأهيل، الذي افتتح وقتها». وبيَّن الشريف أنه اعتاد على وضعه في المستشفى، ويزروه أصدقاؤه وأقاربه أحياناً، وقال «كل ما أتمناه هو أن أحصل على سيارة خاصة بالمعاقين، فأنا لا أستطيع ركوب السيارة العادية، كون وضعي الصحي لا يسمح».