نقش ياسين الغدير اسمه في ذاكرة الناس، نظراً لما تركه من أثر في الحياة الاقتصادية والصناعية والتجارية في المملكة، وفي الأحساء بشكل خاص.حفر في أرض الفقر عميقاً، فلم يتعب ولم ييأس، تعرض للخسارة، فباع بيته وخسر كل أمواله، ولكن الأمل كان نصب عينيه دائماً.توفيت والدته وهو صغير، وكان والده ثرياً، لكنه لم يعش في كنف الرفاهية، فكان يبخل عليه بريال واحد، ولا يشتري له حتى ثياب العيد، كان يطلب منه أن يشتريها من كده وتعبه، كان يعامله بقسوة، كي يتعلم الاعتماد على النفس. خياطة البشوت القسوة جعلت ياسين الغدير -يرحمه الله- يدرس نهاراً ويعمل ليلاً في خياطة البشوت، ولكن ذلك لم يفِ بطموحاته، فسافر إلى الكويت بعد أن أنهى دراسته الابتدائية، وعندما لم يجد عملاً في الكويت، غادر إلى بغداد، وعمل لدى أحسائي مقيم في العراق، يعمل في تجارة البشوت، بقي ثمانية أيام من دون طعام، وكان ينام على الحصيرة في «خان البغول».في «قهوة علوج» تعرّف على شخص يمتلك مصنعاً لطبع الغِتر (الشماغ الأزرق)، فعمل معه في الكيِّ، كل غترة يكويها بفلس. مارسة مهنة الصحافة، لكنه رأى أن طريق الصحافة طويل، فمارس التجارة وبدأ بالصناعة، كما مارس التصوير وفتح محلاً للتصوير، وكانت شركة أرامكو آنذاك تقوم بتوظيف العمال من الأحساء، فساعد ذلك في تجارته، وفي تلك الفترة كان الجواز السعودي يصدر من دون صورة، وكان يكتب في الخانة المخصصة للصورة الشخصية (لا يوجد مصور)، فكتب لسمو الأمير سعود بن جلوي -رحمه الله- يخبره أنه يقوم بالتصوير، عندئذٍ أمر سموه بوضع الصورة في الجواز منذ ذلك التاريخ. مصنع الطابوق عمل في طفولته مع علي حسين الخواجة في خياطة البشوت بأجرة أسبوعية تراوحت بين نصف وثلاثة أرباع الريال. قرر أن يبيع بيته، الذي كان قد كسبه من بيع أرض اشترك في شرائها مع حسن الملا وعبدالله الخواجة من الشيخ محمد الموسى، وكان نصيبه من الربح أكثر من مائة متر، بنى عليها البيت ولم تستمر فرحة أولاده بهذا البيت، فلم يسكن بيته وباعه إلى على ناصر الضيف بمبلغ أربعين ألف ريال، ووضع هذا المبلغ كرأسمال في مصنع للطابوق، وخسر المبلغ وأصبح بلا بيت ولا مال. طموح لا يتوقف بدأ عمله في المقاولات، بعد أن حصل على مناقصة من بلدية الهفوف لعمل مجرى، أخذ نجلاه مهدي وحسن يساعدانه بعد خروجهما من المدرسة في العمل، فكانا يقومان بتنظيف الخشب وخلع المسامير وتصليحها، واضطر إلى بيع سيارته، وشراء وانيت. رغم نجاحه في المقاولات إلا أن طموحه لم يتوقف، فقرر أن يدخل مجال الصناعة، فأقام مصنعين في وقت واحد، مصنع الغدير لأطباق البيض ومصنع الغدير لأعلاف الدواجن والماشية، وهما من المصانع الشهيرة في الأحساء، بجانب عدد من الشركات التي تمتلكها المجموعة ويديرها الآن نجله باسم الغدير نائب رئيس غرفة الأحساء.