منذ العام 2004 وحتى يومنا هذا، والمانشتات الصحفية الأبرز تتحدث عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخطائها، وعدم قابلية منسوبيها للنقد وتطوير ذواتهم، ومواكبة تحولات المجتمع، والانفتاح المعرفي والثقافي. النتيجة النهائية لأكوام الورق، وآلاف الكلمات، وعشرات المقترحات والأفكار التي تتحدث وتناقش هذا الملف هي أن الهيئة والإعلام كلاهما مكانك راوح؛ فلا الجهاز تغير وطور قدراته، ولا الإعلام توقف أو مل من النقد والتعرية. بعد هذا العقد الكامل من التجاذب بين الهيئة والإعلام، فالحل الأمثل في رأيي هو توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الهيئة والإعلام؛ تقضي بأن يتحد الطرفان ليشكلا ثنائياً خطيراً ضد طرف ثالث، وهذا الطرف هو المسؤولون عن الفساد المالي والإداري في المشاريع التنموية، وبالتالي تستغل إمكانات ومهارات رجال الهيئة في التحري والمراقبة والمداهمة، ومهارات الإعلام في الصبر على تكرار الأفكار والانتقادات ونوظفها لكي نستأصل رؤوس الفساد، ونفسد عليهم خلوتهم بالمال العام، ونضمن عدم الاختلاط بين المصالح الشخصية والعامة في قطاعاتنا، ومنها نريح القارئ من المسلسل المكرور، الهيئة والإعلام.